الفنان التشكيلي لا يتمكن من بيع لوحاته حتى يتمكن من الاستمرار رأى عدد من الفنانين التشكيليين في حفل اختتام المعرض الوطني الثالث للفنون التشكيلية مساء أول أمس بدار الثقافة "مفدي زكريا" بورڤلة، وسجل مشاركة أكثر من عشرين فنانا من مختلف الولايات، أن الفن التشكيلي في الجزائر يعيش في نكسة ونكبة رغم أنه وقت استرجاع الاستقلال كانت عندنا مدارس منتجة وبرزت أسماء لامعة عالميا. وضمن هذا الإطار، يعتقد الفنان حسان شرفي أن قسنطينة مثلا التي تتحضر لاستضافة تظاهرة "عاصمة للثقافة العربية 2015"، ليس بها قاعات عرض محترمة خاصة أو عمومية تليق بالمدينة وزخمها الثقافي ومبدعيها وأصالة سكانها، مضيفا "هناك فضاءات تستغل من حين لآخر لعرض مختلف الأنشطة تجارية وثقافية. والفنان التشكيلي في حاجة إلى فضاء للإنتاج وتسويق إنتاجه، وقاعات محترمة، حيث تكون كمعالم واضحة وقارة تسمح للمواطن أو الزائر للمدينة بأن يلتقي فيها مع النخبة والمبدعين ويكون التواصل والتفاعل مع المتلقي بشكل تلقائي ومباشر، وبهذا يمكن للفنان أن يؤدي دوره". ويقول أيضا إن كل المدن الكبيرة في العالم لها ما يسمى "ورشات المدينة"، كفضاءات عمومية تضعها الدولة تحت تصرف الفنانين تساعدهم على الإنتاج وعرضه وتعيد الاعتبار للفنان، موضحا أن "وزارة الثقافة لها من الأموال ما يسمح لها بإنجاز ذلك عبر كل المدن الكبرى في الجزائر، غير أنها تصرف أموالا طائلة في نشاطات استعراضية هنا وهناك عبر مهرجانات شعبوية عديمة المردودية، وأكثر المستفيدين منها هم التجار وأصحاب الفنادق، في حين أن الفنان التشكيلي لا يتمكن من بيع لوحاته ولا تستطيع إدارة عمومية شراء لوحاته حتى يتمكن من الاستمرار في الإبداع والعطاء". من جهته؛ دعا الفنان التشكيلي محمد باكلي إلى ضرورة اعتماد تصور فلسفي واضح المعالم والأهداف، حيث يلعب كل مبدع دوره والابتعاد عن النشاط الشعبوي والمناسباتي خاصة في الحقل الثقافي، وهو ما ذهب إليه الفنان التشكيلي نور الدين تابرحة الذي يرى أنه لا معنى للمعارض والمهرجانات السنوية التي تكلف أموالا طائلة، في حين أن تكثيف المعارض الفردية الدائمة على مدار السنة بالمؤسسات يمكن أن تكون له نتائج طيبة على مستوى الفعل الثقافي والأثر الإيجابي على مستوى المتلقي. وأوضح أنه ليس هناك حركة تشكيلية بالمفهوم العلمي؛ بل أعمال ومبادرات فردية. أما الفنان محمد دميس، فيتحدث عن أهمية ربط العلاقة التواصلية بين المبدع والمتلقي وتعزيز هذه العلاقة من خلال تكثيف الأنشطة الثقافية عبر المؤسسات العمومية، مبرزا الدور المركزي للناقد الفني المتخصص والأكاديمي، متأسفا عن غياب مجلات ثقافية دائمة في الجزائر. من ناحية أخرى، تميز المعرض الوطني الثالث للفنون التشكيلية المنظم من 14 إلى 16 جانفي، بمشاركة أبرز أعمدة الحركة التشكيلية الجزائرية مثل إبراهيم مردوخ ومحمد دميس وجمال أوشن ونور الدين تبرحة وسلامي ومعمر خلاوي وآخرون وقعوا بحضورهم المميز أكثر من خمسين لوحة فنية ومجسمات تعبيرية تحاكي الواقع والمخيال وجسدت مختلف التيارات الفلسفية والمدارس الفنية سمحت للجمهور من الطلبة والشباب وهواة الرسم والألوان بالتعرف على التقنيات وطرق التعبير التشكيلي عبر الاحتكاك والتواصل المباشر مع المشاركين.