جددت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون، في مهرجان شعبي نشطته بدار الثقافة بمدينة مستغانم، موقفها الصلب من القوانين الأخيرة التي تم إصدارها بخصوص تدابير معالجة ظاهرة الهجرة السرية عبر ربوع الوطن التي وصفتها بأنها وصمة عار في جبين المسؤولين المكلفين بهذه المهمة. وقالت التروتسكية المترشحة لرابع انتخابات رئاسيات في الجزائر، إن قانون تجريم الحرافة لا يمت بصلة للواقع ولا يقدم أو يؤخر شيئا، بل يزيد الظاهرة تعقيدا. وأوضحت زعيمة حزب العمال في خطابها، الذي ارتكز على البعد الاجتماعي قياسا بشيوع ظاهرة الهجرة غير الشرعية في ولاية مستغانم، أن من صادق على قانون تجريم الحرفة غير فاعل ولا يملك المصداقية، منادية بصوت جهوري أن البرلمان الجزائري فاقد لمصداقية التشريع ولا سن القوانين، لأنه لم ينبثق عن إرادة شعبية صادقة أو تفويض غير قابل للطعن، قائلة إن من صوتوا على القانون لا يفكرون إلا في مصالحهم لإرضاء توجهات سلطوية ويبحثون عن منافعهم من نظام لا يرحم هؤلاء الشباب ممن يرون في أوروبا جنة أحلام. ودعت المترشحة، أمام مناضليها، إلى انتهاج إصلاحات اقتصادية وفق النسق الفنزويلي، قصد تحرير البلاد من قبضة الاتفاقيات الليبيرالية المتوحشة التي أوقعت الثروات والموارد الخلاقة في الفم الأجنبي، مدافعة عن التوجه الاقتصادي القائم على تشجيع الشركات الكبرى في الوطن لدفعها للعب دور اقتصادي هام، مخافة من تعميم سياسة ابتلاع الاقتصاد الوطني من قبل الشركات الأجنبية التي لا ترغب إلا في احتكار الثروات الوطنية، وإلا كيف نفسر -تقول حنون- بروز ظاهرة البطالة التقنية والذهاب التطوعي، بعد أن يتم إفراغ الشركات الخاضعة إلى الخصخصة الجائرة من اليد العاملة الوطنية. ودافعت حنون عن حقوق الطبقة الشغيلة والمرأة الجزائرية التي تخضع حاليا إلى قانون تمييزي ومنقوص الحرية، مقترحة وضع قانون يرسخ الحقوق والمساواة في المواطنة الحقيقية للمرأة والذي يرفض سياسة الكوطات، في حال وصولها إلى قصر المرادية. وفي ختام خطابها تحدثت عن دور المجالس البلدية والولائية المنتخبة في الجزائر، التي قصفتها بالثقيل، لأنها تركيبات مفبركة ولم تخرج من رحم الشعب، بل وجب حلها بالكامل وإعادة انتخاب ممثلين حقيقيين من إرادة شعبية صادقة لا تقبل النقض ولا أية مزايدة أو بتعبير أدق، تقول، انتخاب من هم أحق بذلك. كما أطلقت النار على الخونة الذين استفادوا من قرار مسح الديون التي يفترض أن يستثنى منها المرتزقة والحرامية.