حث الرئيس التركي عبد الله غُلْ نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على عدم عرقلة انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، بينما قال هولاند إن هذه الخطوة تتطلب استفتاء الفرنسيين عليها. وقال غل -في مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند بأنقرة- إن بلاده تتوقع من فرنسا ألا تعرقل هذه العملية السياسية، مشيدا بالمواقف التي تبناها هولاند -الذي انتخب رئيسا لفرنسا قبل أكثر من عامين- من مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ورد هولاند بالقول إنه سيتم في كل الأحوال استشارة الفرنسيين بشأن هذه الخطوة في استفتاء شعبي. وكان هولاند قد قال في السابق إن قضية انضمام تركيا لن تثار خلال ولايته لأن القادة الأوروبيين يقدرون أن ذلك لن يكون قبل عام 2020. ويشار إلى أن المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي انطلقت في العام 2005، لكنها تسير منذ ذلك الوقت ببطء شديد. وفي أكتوبر الماضي؛ قرر الاتحاد الأوروبي استئناف المفاوضات بعد شلل استمر ثلاث سنوات، وفتح فصلا جديدا من التفاوض مع أنقرة. وفي الشهر نفسه، رفعت باريس الفيتو عن فتح هذا الفصل المخصص للسياسات الإقليمية مما سمح بتحسن العلاقات الفرنسية التركية. وكانت هذه العلاقات قد شهدت في السنوات الماضية توترات، خاصة بسبب موقف فرنسا الداعم لاعتبار ما تعرض له الأرمن في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى "إبادة"، وهو ما ترفضه أنقرة. وبلغ التوتر ذروته عندما تبنى البرلمان الفرنسي في ديسمبر 2011 -بدعم من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي- قانونا يعترف ب"إبادة الأرمن"، غير أن المجلس الدستوري الفرنسي أسقط لاحقا هذا القانون. وكان البرلمان الفرنسي تبنى عام 2001 قانونا مماثلا. وبهذا الشأن تحديدا، حث هولاند -وهو أول رئيس فرنسي يزور تركيا منذ 22 عاما- السلطات التركية على "البحث في الذاكرة" بشأن قضية الأرمن. وخلال زيارته التي تستمر يومين، يلتقي الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، كما يلتقي زعيم الحزب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو. ويرافق هولاند سبعة وزراء بينهم وزيرا الخارجية والدفاع لوران فابيوس وجان إيف لودريان، إضافة إلى خمسين شخصية من الاقتصاديين ومديري الشركات.