- وليد المعلم يطالب جون كيري بالاعتذار بعد انتقاده في "مونترو" أدان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس في ميونيخ إفلاس الأممالمتحدة والأسرة الدولية في سوريا، حيث أظهرتا عجزهما عن وضع حد لحمام الدم. وقال الوزير، خلال المؤتمر حول الأمن في ميونيخ، إن "الأسرة الدولية تظهر عجزها في سوريا، كما أظهرت عجزها طوال ثلاث سنوات في البوسنة أو في رواندا لسنوات". وأضاف أن الأممالمتحدة طلبت المغفرة لإفلاسها في البوسنة، "وعاجلاً أم آجلاً سيتوجه الأمين العام للأمم المتحدة إلى حمص واليرموك ليطلب المغفرة". وتابع "أكانت الصين أو روسيا أو الولاياتالمتحدة أو فرنسا أو أي دولة أخرى عضو، على مجلس الأمن الدولي التحرك الآن"، داعياً خصوصاً إلى أن يتم في أقرب فرصة تبني قرار يتيح نقل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة. وفي الأثناء، أكد دبلوماسيون أن الدول الغربية تعتزم تشديد الضغط على دمشق للحصول على تسهيلات أفضل لإرسال المساعدات الإنسانية وتسريع عملية إزالة الأسلحة الكيميائية، في حين نفت واشنطن أن تكون طلبت إجراء محادثات مباشرة مع الوفد السوري أثناء مؤتمر جنيف2. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسيين غربيين أنه يجري حاليا إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى ثلاثة ملايين مدني محاصرين في مدينة حمص وسط البلاد وفي مدن سورية أخرى. ولم تفضِ الجولة الأولى من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى أي نتيجة ملموسة، لكن يفترض أن تستأنف في العاشر من الشهر الجاري. وقد هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة الرئيس بشار الأسد بعقوبات من مجلس الأمن إن لم يحترم التزاماته بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية. واعتبرت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس أنه "من غير المقبول قطعا" أن يبقى 2500 مدني محاصرين منذ ستمائة يوم في مدينة حمص القديمة، وآخرون في منطقة الغوطة بريف دمشق، فيما شاحنات الأممالمتحدة على أهبة الاستعداد للذهاب لإغاثتهم. وفي الأممالمتحدة، قامت دول عربية من جهة وأستراليا ولوكسمبورغ من جهة أخرى بصياغة مشروعي قرار يمكن أن يجمعا في نص واحد لطرحه على مجلس الأمن الدولي، كما أوضح الدبلوماسيون. ويشكل برنامج تدمير الأسلحة الكيميائية وسيلة ضغط أخرى على الرئيس بشار الأسد الذي تعهد بإزالة كل ترسانته بحلول نهاية جوان المقبل تحت طائلة العقوبات، أو حتى اللجوء إلى القوة، كما ذكر بذلك جون كيري. لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت أن أقل من 5% من أخطر العناصر الكيميائية أخرجت من سوريا حتى الآن، ودعت إلى "تسريع الوتيرة". من ناحية أخرى، نفت وزارة الخارجية الأمريكية أن تكون عرضت على الوفد السوري أثناء مؤتمر السلام في جنيفبسويسرا إجراء محادثات مباشرة، حسب ما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيةجنيفر بساكي إن الولاياتالمتحدة اقترحت على السوريين إجراء اتصالات "على مستوى المعاونين" تحت إشراف الإبراهيمي. وأضافت "لم تعرض الولاياتالمتحدة في أي لحظة التفاوض مباشرة مع النظام السوري"، مستبعدة بشكل تام أي اعتذار من وزير الخارجية جون كيري عن "قوله الحقيقة في موضوع وحشية نظام الأسد تجاه شعبه". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أن وفده إلى مؤتمر السلام في سويسرا رفض طلبا أمريكيا لإجراء محادثات مباشرة، مطالبا قبل ذلك باعتذار نظيره جون كيري عن تصريحات أدلى بها في مونترو. وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن في كلمته أمام مؤتمر مونترو "أن بشار الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية، من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل -الذي قاد الرد الوحشي على شعبه- الشرعية ليحكم".