وتطرق شعابنة إلى ظروف المغتربين الذين يعملون بالمناجم، حيث يتعرضون إلى أمراض مزمنة، ويخرجون أغلبيتهم متفحمين من المناجم، وفي آخر المطاف لا يجدون قبرا تجمع فيه رفاتهم، وهو الوضع بالنسبة للأبناء الذين هاموا بالحضارة الفرنسية، حيث ألصقت فيهم كل الأمور السيئة، واتُهموا بكل الجرائم، فكل فعل سيء من إنجاز جزائريين، وكل فعل إيجابي من فعل الفرنسيين. كما اتهم شعابنة الرئيس السابق ساركوزي الذي أثار فتنة بين الفرنسيين والجزائريين، وتكلم عن القضية التي تؤرق كل المغتربين وهي عملية ترحيل الجثامين، الكابوس الكبير الذي يعصف بكل عائلة عندما يؤخذ الموت أحد أفرادها، حيث تبدأ في رحلة جمع التبرعات والإعانات بالمساجد. جزائريون يموتون ويتفحمون بالمناجم من أجل فرنسا تطرق سمير شعابنة النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن جنوبفرنسا، والإعلامي السابق إلى الوضع البائس والمزري الذي يعيشه السواد الأعظم من الجالية الجزائريةبفرنسا، حيث تحدث عن الجزائريين الذين يعملون بالمناجم والذي تأثر كثيرا بحالهم، كونهم يموتون سنويا بسبب الأمراض المزمنة بغرفهم ولا يعلم أحد بوفاتهم إلى غاية تعفن جثثهم، كما تحدث عن قضية مأساوية توفي فيها أكثر من100 مهاجر تفحمت جثثهم تحت الأرض خلال عملهم اليومي بالمناجم، وأضاف قائلا "وهو الحال بالنسبة للمهاجرين الذين يعيشون بنوادي "سوناكوترا" المتواجدين بمفردهم دون عائلات، حيث خصصت لهم غرف جد ضيقة بالنوادي تنبعث منها كل الروائح، ويقضون بها كل حاجياتهم. أما القاطنين بفرنسا يضيف شعابنة فهو حديث آخر لأن المهاجرين الجزائريين المستقرين بفرنسا رفقة عائلاتهم يعانون من قضية أخرى وهي تأثر أبنائهم بالحضارة الفرنسية، والتطبع بطباعها، وقال إزاء هذه القضية أن الآباء الجزائريون قلقون من الوضع للانفلات الكبير الذي تعرض له أبنائهم، وأكد شعابنة بأنه هو الوضع العام الذي يعيشه المهاجرون المقدر عددهم ب6 مليون جزائري يموتون بأمراضهم المزمنة وتتفحم جثثهم خلال عملهم بالمناجم من أجل فرنسا. النواب يطالبون بوزير للهجرة من الجالية لإطلاعه على يوميات المغتربين طالب النائب عن الجالية الفرنسية الوزارة الأولى بتنصيب وزير للهجرة ككل الدول يكون من المهاجرين، كون الأخير حسب شعابنة مطلع على مشاكلهم ويعرف يومياتهم، وهو المطلب الذي يتمسك به كل النواب والمقدر عددهم ب8 بفرنسا لوحدها، كما أكد شعابنة أن 18 قنصلية في فرنسا غير كافية ولا تستوعب العدد الهائل من المغتربين والمقدر عددهم بأكثر من6 مليون جزائري، بالنظر إلى الممتلكات الكبيرة والشاسعة التي تملكها الجزائربفرنسا، خصوصا وأن الجزائر استرجعت مؤخرا مساحة15 هكتار. كما تمنى المتحدث والطلب موجه لوزارة الخارجية فتح الممتلكات المغلقة وتخصيصها لصالح الجالية، بجعلها مراكز ثقافية أو مكاتب لأبناء الجالية، لأنه يضيف المتحدث لا توجد أماكن يتجمع فيها الجزائريون غير البيوت أو المساجد. دور المساجد تراجع في فرنسا وأصبح يقتصر على جمع التبرعات للفقراء والموتى كشف سمير شعابنة في حديثه عن التراجع الكبير بمكانة المساجد بفرنسا خصوصا المسجد الأعظم بباريس الذي كان قبلة كل المسلمين، وأرجع المتحدث هذا التراجع إلى الدور الذي أصبح يقوم به عندما استحوذ المغاربة على تسيير كل المساجد، حيث اقتصر دور المسجد مؤخرا على جمع التبرعات والصدقات للجالية الجزائرية، خصوصا في حالة وفاة أحدهم لترحيله إلى أرض الوطن. ساركوزي أثار العنصرية بين الجزائريين والفرنسيين أكد سمير شعاينة ضيف "البلاد" بأن أكثر من6 مليون جزائري بفرنسا يعاني من العنصرية، فالفرنسيون المتعصبون يرون الجزائريين برؤية سلبية أي أن كل ما هو سلبي صادر عن الجزائريين، وكل ما هو إيجابي من الفرنسيين، وهذه المعاناة مردها يقول شعابنة الرئيس السابق ساركوزي الذي شجع كثيرا العنصرية اتجاه العرب عموما والجزائريين بالخصوص فقضية المنارات، النقاب والحجاب، قضية الشكلاطة التي أثارت ضجة بالمدارس الفرنسية، قضية مراح كلها أحداث تصاعدت خلال عهدة الرئيس السابق ساركوزي. آلاف الجثث المتعفنة سنويا من أجل الوصول إلى فرنسا تأسف سمير شعابنة النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن جنوبفرنسا، من انتشار الهجرة السرية في أوساط شبابنا الذي يحلم بالجنة في ديار الغربة ، مؤكدا أنه أصبح من المألوف الحديث عن انتشال آلاف الجثث غرقى وموتى من أعماق البحار فشلوا في الوصول إلى الضفة الأخرى. وأكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن جنوبفرنسا أنه حان الوقت لتضافر الجهود لدراسة والوقوف عند ظاهرة الهجرة السرية التي لابد أن تستند إلى تحليل شمولي يراعي مختلف الظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى أن الظاهرة تفاقمت وتطورت بشكل رهيب مخلفة العديد من المآسي التي جعلت منها خطاباً مستهلكاً بطريقة لم تعد تسمح بمعرفة الظروف التي أدت إليها، ولا إدراك المخاطر التي تترتب عليها، لأن شباب اليوم يرون أن أوروبا هي أرض الخلاص. وأرجع محدثنا عدم تمكن الجزائر من السيطرة بشكل كلي على الهجرة السرية إلى إخفاقات التنمية بالإضافة إلى غياب الكوادر الوطنية المؤهلة للتخطيط والتنفيذ، هذا فضلا عن غياب متخصصين في مجال الهجرة، الذين يقع على عاتقهم القيام ببحوث ودراسات علمية دقيقة حول ظاهرة الهجرة السرية. وأكد سمير شعابنة النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن جنوبفرنسا أن فشل الجزائر في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية يعود إلى إخضاع الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمقتضيات القرار السياسي، وليس العكس، كما هو الشأن في الأنظمة الديمقراطية. والجدير بالذكر أن البطالة والتهميش التي تطبع حياة بعض الشباب لم تكن السبب الوحيد وراء تنامي ظاهرة الهجرة السرية، بل تضافر معها العامل النفسي والانبهار الخادع الذي يقع فيه الشباب بأوروبا. "فرنسا تتحايل بطريقة احتساب تكاليف العلاج" كشف، سمير شعابنة، أن الجزائر سددت نسبة كبيرة من ديونها المتعلقة بتغطية مصاريف علاج الجزائريينبفرنسا، في خضم الجدل الشائك الذي تبقى فرنسا تتمسك به، وقال محدثتنا، أن الدولة الجزائرية دفعت ما يفوق نصف ما عليها من قيمة هته الديون في انتظار إيجاد حلول كفيلة بين البلدين لإنهاء المشكل. وأضاف، أن أصل مشكل ديون الجزائر هو تمسك الأخيرة بمطالبة فرنسا بمنحها فواتير رسمية تثبت صحة ادعاءاتها، لاسيما وأنها حملت على عبء الجزائر كل مريض قصد مستشفياتها حتى وإن لم يكن له تكفل علاجي، مرجعا أن مرد تضخيم تكلفة علاج الجزائريينبفرنسا هو اعتماد الأخيرة على منهج " كل جزائري خضع للعلاج بمؤسساتها الاستشفائية، ولم يدفع مستحقات ذلك فإن فواتيره تحسب على بلاده". لطيفة.ب الموتى من الفقراء الجزائريين تحرق جثامينهم وترمى كرماد كشف النائب عن الجالية الجزائرية بمنطقة جنوبفرنسا، سمير شعابنة، أن ترحيل الجثامين الجزائريين إلى الجزائر خلق أزمة لدى الجالية، حيث ارتبط نقل الجثامين بالتبرعات التي ينادي بها أئمة المساجد أو أفراد الجالية هناك، رأفة بالجثة ومن ينتظرها أهلها في أرض الوطن، حيث انه وفي غالب الأحيان ولأن المغترب فقير يقتات من المعاشات والتبرعات عند وفاته لا يجد قبرا تدفن فيه جثته، فتعمد فرنسا إلى دفنه مدة سنة بمقابل مالي، وبعد أن تتحلل جثته تحرق وترمى كرماد. وقال شعابنة بأن مستحقات نقل جثمان الميت الجزائري بالمهجر أصبح مقرونا بحجم سعة ميزانه وما ترتب عنها من ارتفاع في الأسعار المفروضة من قبل مختلف شركات الطيران في مقدمتها الخطوط الجوية الجزائرية، فضلا عن جملة من العراقيل التي تواجه عملية النقل. وأوضح شعابنة، أن أكثر من 40 ألف جثة في السنة تنتظر التكفل بها مقابل فشل شركات التأمين بالتزاماتها، حيث أوضح أن المشكل يخص كافة موتى الجالية غير أن الأكثر ضررا منه هم غير المؤمنين والمهاجرين غير الشرعيين ممن يتم نقل غالبيتهم بعد مباشرة تحلل جثثهم، فيما يحظى المؤمنين فقط بعامل الزمن حيث تكون مدة نقله أقصر مقارنة بغيرهم وهي لا تعدى في غالبية الأحيان الخمسة أيام. لطيفة.ب مقترح لمشروع حساب بنكي لترحيل الجثامين ولفت محدثنا إلى مشروع حساب بنكي يتكفل بنقل الجثامين على عاتق خزينة الدولة، إلى جانب فتح مناقصة مع كبريات الشركات العالمية في التأمين التي لديها تجربة رائدة في المجال، بحيث يتم منحها سعرا محددا، ويتم التعاقد معها للقيام بالعملية إلأى حين تقنين العملية التي شدد محدثنا على ضرورة أن تكون " مدروسة ودقيقة، بعيدة عن الحسابات التجارية تفاديا للوقوع في مطبات غير قانونية". وفي السياق ذاته، عرض محدثنا فكرة أن تمكين الجالية من بطاقة يوضع عليها رقم تعريفي، حتى يتم الاتصال عند وفاته بالرقم الأخضر لشركة التأمين المعتمدة من قِبل الحكومة الجزائرية، حتى تتكفل بعملها وتهتم بنقل جثمانه. وفي عملية حسابية، أكد سمير شعابنة أن تفعيل مثل هذا الإجراء من خلال تأمين 3 مليون جزائري من أفراد الجالية على سبيل المثال، سيوفر للخزينة الجزائرية ما قيمته 75 مليون أورو سنويا، كما سيوفر فائضا لأفراد الجالية الذين بلغوا عقدهم السادس، ممن يُرفض تأمينهم في الخارج. على الهامش: - يرى سمير شعابنة بأن السوق الموازي "السكوار" يموله الجزائريين المغتربين. - الطفل الجزائري يدرس بمراجع المغرب والسعودية وهذا عار، تلقت الجالية وعود من وزارة التربية لكن بقيت مجرد حبر على ورق. - سيطلق جزائريون صفحة اجتماعية شبيهة "بالفايس بوك" أطلقوا عليها اسم "فايس ألجيريا" تكلفته1 مليون دولار أي بقيمة11 مليار سنتيم، وهو المشروع الذي سيخلق ثورة على حد قول شعابنة. - صعوبات كبيرة يتلقاها المهاجر الذي تراوده فكرة الاستثمار بالجزائر خصوصا ما تعلق بشهادة الإقامة التي تفرض عليه بالملف الإداري، واستغرب شعابنة الإجراء وعلق عليه قائلا" من المستحيل أن يشطب مهاجر اسمه من البلد الذي يعيش فيه، لمجرد الاستثمار" -إطارات "جراحون، مهندسون، دكاترة" مغتربين مطلوبين من جميع دول العالم.