وصلت أمس الجمعة إلى ميناء الجزائر باخرة طارق بن زياد قادمة من مدينة مرسيليا وعلى متنها 50 شخصية من الجالية الجزائريةبفرنسا للمشاركة في خمسينية عيد الاستقلال. وقد كان في استقبال هذه القافلة سبعة وزراء وحملت معها مجاهدين وأبناء شهداء مقيمين بفرنسا وشبابا من الجيلين الثالث والرابع ومنتخبين محليين في فرنسا من أصول جزائرية، إلى جانب وفد إعلامي تابع طيلة 20 ساعة من الرحلة معاناة 50 سنة من نكران الجميل. وضعت كتابة الدولة للجالية الجزائرية بالخارج خطا ”أخضر” تحت تصرف الجالية الجزائرية في الخارج للإبلاغ عن أي عراقيل قد تصدر من مصالح شرطة الحدود أو الجمارك عند وصولهم إلى أرض الوطن، وتهدف هذه التدابير إلى تقليص مدة إجراءات السفر سواءً بالموانئ أو المطارات إلى أقل من ساعة و30 دقيقة بعد ما كانت في السنوات الماضية تتجاوز 4 ساعات كاملة. ستشن كل من المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك بالتنسيق مع كتابة الدولة للجالية الجزائرية بالخارج حملات تفتيش فجائية على مستوى المطارات والموانئ، للوقوف على مدى احترام التدابير التي أقرتها الحكومة لتسهيل عودة المغتربين إلى أرض الوطن بمناسبة حلول شهر رمضان وبداية موسم الاصطياف بعدما وصف هؤلاء عودتهم إلى الجزائر ب ”الجحيم”. وكان كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية في الخارج بلقاسم ساحلي خلال مرافقته ل50 فردا من أبناء الجالية الجزائرية من مارسيليا نحو الجزائر على متن باخرة طارق بن زياد بغرض المشاركة في الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال، بالتعاون مع الحركة الجمعوية الجزائريةبفرنسا، كان قد شرح للصحفيين التدابير المتخذة لفائدة أبناء الجزائر في المهجر: من ذلك تخفيف الإجراءات على مستوى شرطة الحدود وإدارة الجمارك واستكمال عملية تأمين السيارات داخل البواخر، مع إقرار فترة إعفاء في حالة تمديد المغترب إقامته في التراب الوطني. وبخصوص انشغالات المهاجرين التي تخص بالدرجة الأولى ارتفاع سعر تذاكر السفر من مارسيليا باتجاه الجزائر، والذي يساوي تذكرة سفر مارسيليا نيويورك، رد بلقاسم ساحلي أن القضية تجارية ولا يمكن التدخل في هذا الشأن لدى الخطوط الجوية الجزائرية، لكنه تعهد بالعمل على مساعدة المغتربين للاستفادة من البرامج السكنية في الوطن، وكشف في هذا الشأن عن وجود لجنة مشكلة من وزارة السكن والمالية للبحث حول الصيغة المثلى لتسديد ثمن السكن المراد شراؤه من خلال بنوك جزائرية يفترض أن تفتح فروعا لها في الخارج ليستفيد أبناء الجالية الجزائرية من خدمتها. كما انتقد المهاجرون رفض القنصليات الجزائرية التكفل بجثامين أقاربهم كما هو جرى العمل به في التمثليات الدبلوماسية لتونس والمغرب، بعد أن أصبح المسجد وذوي البر والإحسان السبيل الوحيد للتكفل المالي بجثامين الجزائريين في الخارج، غير أن كاتب الدولة عاب على المغتربين عدم اطلاعهم على الإجراءات التي تخص تأمين نقل الجثامين من الخارج ويكفي فقط دفع 25 أورو سنويا للاستفادة من هذه الخدمة مع وجود تخفيضات لعمليات التأمين العائلي والجماعي لافتا بأن نسبة الإقبال عليها بلغت 300%. 1400 مهاجر معوز يستفيد من رحلات مجانية إلى الجزائر أفاد النائب عن الجالية الجزائرية بالمهجر سمير شعابنة أن المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين ستمكن أزيد من 1400 مغترب جزائري معوز من الاستفادة من رحلات مجانية باتجاه مختلف المواني الجزائرية ابتداء من الفاتح جويلية وإلى غاية نهاية أكتوبر القادم بمعدل 10 مستفيدين في كل رحلة.وقال سمير شعابنة صاحب هذه المبادرة خلال مرافقته ل50 مهاجرا في إطار ”قافلة الوفاء” التي انطلقت من ميناء مرسيليا باتجاه ميناء الجزائر على متن باخرة طارق بن زياد، إن مشكلات المغتربين كثيرة ولكن يمكن تلخيصها في أربعة قضايا أساسية هي: ارتفاع أسعار تذاكر السفر الأمر الذي حرم بعض المغتربين من عدم زيارة بلدهم لأزيد من 20 سنة، كما أن مشكلة نقل الجثامين إلى الجزائر بغرض دفنها يؤرق المغتربين حيث يضطر أقارب الموتى هناك إلى البحث عن مساعدة المحسنين في المساجد لإتمام إجراءات النقل عبر الخطوط الجوية الجزائرية. أما القضية الثالثة فتتمثل في عدم حصولهم على سكن في الجزائر، فكثير من المتقاعدين، يقول سمير شعابنة، يرغبون في العودة إلى أرض الوطن لكن ليس لهم مكان يؤويهم، في حين يبقى الشغل الشاغل لهؤلاء هو تعلم أبناءهم للغة العربية في وقت لا توفر فيه وزارة التربية الوطنية أي مدرسة لتدريس أبناء الجالية من الجيل الرابع والخامس من المهاجرين . نحو إنشاء فيدرالية الجزائريينبفرنسا أعلن سعد الله نور الدين أحد أبناء الجالية الجزائرية في المهجر المشارك في قافلة الوفاء عن تأسيس فيدرالية الجزائريينبفرنسا تضم مختلف الجمعيات الجزائرية الناشطة في فرنسا، وقال سعد الله نور الدين الذي عُين ناطقا رسميا باسم الفيدرالية للصحفيين إنه لا يعقل أن يتجاوز عدد الجزائريين في فرنسا 4 ملايين نسمة وليس لهم تنظيم يؤطر حياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكشف في هذا الصدد عن قرب عقد جمعية عامة لانتخاب مكتب دائم لهذه الفيدرالية حتى تشرع في وضع برنامج يخص بالدرجة الأولى التكفل بأفراد الجالية ومساعدتهم على تجاوز المصاعب التي تعترضهم ومرافقتهم ليكونوا قوة مؤثرة في المجتمع الفرنسي.