جامعيون لا يعرفون من "السياسية" سوى بوتفليقة يغيب في الشارع الوهراني لحد الآن حدث الانتخابات الرئاسية بالرغم من العد التنازلي قد بدأ ولم يبق سوى حوالي شهرين، غير أنه لا شيء يعكس اهتمام المواطن الوهراني بهذا الموعد، فلا حديث عن الرئاسيات ولا المواطنون يعرفون من هم المرشحون لخوض المضمار نحو قصر المرادية، بحيث غيبت المشاكل الاجتماعية كالبطالة والسكن مشهد الرئاسيات واحتلت أولى الأولويات ضمن اهتمامات المواطن البسيط الذي أصبح في نظره تتبع أخبار وفرص التوظيف ومشاريع السكن المعلنة أهم من تتبع آخر أخبار الانتخابات الرئاسية. والغريب أكثر أنه إن كان لدى بعض المواطنين مثلما رصدناه، اهتمام بالرئاسيات فإن ذلك لا يخلو من التهكم، فوجدنا شبابا يعرفون المترشح "رشيد نكاز" الذي خطف قليلا من الاهتمام عندما قال إنه في حال فوزه سيجعل ولاية الجلفة عاصمة للجزائر، كما لا يعرفون إلا أن ثمة تجارا ومقاولين ترشحوا، في حديث لا يخلو من التهكم. ولمعرفة أصداء التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة، كانت الجامعة أول محطة لنا، حيث التقينا طلبة ليس لديهم اهتمام كبير بالحدث وبعضهم لا يعلم عن المرشحين الأبرز لتولي رئاسة الجزائر للعهدة القادمة، مثل الطالبة "سليمة" من قسم الإعلام بجامعة وهران التي قالت إنها لا تهتم أصلا بما يجري وما تعلمه هو أن عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لعهدة رابعة إضافة إلى علي بن فليس. وأضافت الطالبة أنها لا تتابع تطورات المشهد السياسي وليست لها أي نظرة حول ذلك إلا من خلال صفحات الفيسبوك، والتي قالت إنها تظهر على صفحتها لتأييد مترشح أو آخر، "أو البعض من أصدقائي في موقع التواصل الاجتماعي الذين ينشرون أمورا كهذه، أما أنا فليس لي أي اهتمام أو مشاركة في ذلك" تقول الطالبة التي واصلت: "همي الوحيد الآن هو إجراء الامتحانات وإنهاء دراستي للحصول على الشهادة هذا العام وبعدها البحث عن وظيفة". "محمد" طالب آخر في كلية الحقوق الذي لما سألناه عن الانتخابات القادمة فظن أن الأمر يتعلق بانتخابات نقيب منظمة المحامين لوهران التي ستجري الأسبوع القادم والتي تعرف ضجة كبيرة. ولما حددنا السؤال للطالب قال لنا: "لا تسألوني عن أمور بعيدة فاهتماماتي تتوقف عند دراسة الحقوق ومهنة المحاماة وما يتعلق بها أما السياسة فلا أتابعها". وعن المترشحين الحاليين قال محمد إن ما يعرفه هو أن ثمة جدلا حول ترشح بوتفليقة من عدمه إضافة إلى ترشح رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس. وبالرغم من أن هناك مترشحا للرئاسيات من وهران، وهو الكاتب محمد مولسهول المعروف ب "ياسمينة خضرة"، غير أن هذا الأخير لم تتمكن لحد الآن من الظهور بشكل لازم حتى في الولاية التي يقطن فيها والتي يعول على الانطلاق في حملته الانتخابية منها، وهو ما عكسه جهل العديد من المواطنين به، عدا القلة من المتتبعين والأساتذة الجامعيين والمثقفين. قال أستاذ جامعي إنه يعرف ياسمينة خضرة كأديب وروائي، وإنه ترشح للانتخابات الرئاسية تأثرا بأحد أبطال رواية له. في حين لم يتمكن بن بيتور من تحقيق التعبئة الشعبية اللازمة، إلا في صفوف الإعلاميين الذين يترقبون تنظيمه لندوة صحفية بمقر إحدى الجرائد الجهوية المدعمة له، حيث تأجل موعد تلك الندوة الصحفية عدة مرات، ليبقى الحكم على مدى تمكن هؤلاء من استقطاب المؤيدين إلى الانطلاق الفعلي للحملة الانتخابية. وفي المقاهي وفي أوساط الشباب، تحتل المشاكل الاجتماعية مثل البطالة والسكن حيزا أكبر من الموعد الانتخابي، حيث كان جواب أحد الشباب حول ما يعرفه بخصوص الرئاسيات وهو يضحك بأنه سمع أن ثمة مترشحا دون أن يذكر اسمه، قال إنه سيجعل من ولاية الجلفة عاصمة للجزائر. وشاب آخر قال إنه مازال يسعى للبحث عن منصب عمل دائم، ولا يهمه من سيكون رئيسا "المهم أن أحصل على عمل وسكن في قادم الأيام ولا يهمني شيء آخر بعد ذلك". صادفنا شبابا قالوا إن اهتمامهم بالرئاسيات لا يتعدى تمنياتهم بأن يقوم الرئيس القادم بإنقاذهم من شبح البطالة التي تتهددهم وتمكين المواطنين من الاستفادة من سكنات لائقة، خاصة أن ولاية وهران شهدت في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات حول الشغل والسكن. ومن جانب آخر يولي شباب لمونديال البرازيل أهمية أكبر من رئاسيات أفريل. وفي حديث لا يخلو من السخرية قال بعضهم إن أمنيتهم أن يمكنهم الرئيس القادم من التنقل إلى البرازيل لمناصرة الفريق الوطني.