أكدت نقابات التربية تصعيد الحركة الاحتجاجية ابتداء من يوم غد، حيث سيدخل إضرابهم أسبوعه الرابع على التوالي، في حال لم تتبن مصالح وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد مطالبهم. واتهمت "السناباست" الوزير بزيف التصريحات المتعلقة بتسوية أغلب المطالب المرفوعة. في حين دعا "الانباف" جميع قواعده للتعبئة والتجند لتجميد كافة المؤسسات التربوية عبر كامل التراب الوطني. أما "الكناباست"، فأكدت عدم وجود أي داعي لعقد مجلس وطني في ظل عدم وجود أي مستجدات موضوعية. وتشير آخر تطورات إضراب عمال التربية إلى خطورة ما آل اليه وضع قطاع التربية، الذي يهدد التلاميذ بشبح السنة البيضاء ومقاطعة امتحانات شهادة نهاية الأطوار، لاسيما منها البكالوريا، خاصة بعد التعنت الكبير الذي أبدته نقابات التربية الوطنية وتمسكها بكافة مطالبها، وكذا رفض الوصاية الرضوخ لجملة انشغالات الشريك الاجتماعي العالقة والمتمثلة أساسا في تصحيح الاختلال الوارد في القانون الأساسي وعدم تجسيد ما تم الاتفاق عليه في المحاضر المشترك السابقة. بابا أحمد يتهم النقابات بتسييس الاحتجاجات قبيل الرئاسيات تواصل التراشق بالتصريحات الإعلامية بين كل من نقابات القطاع والوزير عبد اللطيف بابا أحمد، حيث اتهم الأخير نهاية الأسبوع الفارط المضربين بتسييس الاحتجاجات قبل موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في ال17 أفريل المقبل. فيما يصر الشركاء الاجتماعيين على مواصلة تجميد مؤسسات التربية إلى غاية افتكاك جملة المطالب، متهمين الوصاية بتزييف التصريحات عن ما هو متفق عليه في المحاضر المشتركة. «السناباست" تؤكد شل المدارس للأسبوع الرابع على التوالي في السياق ذاته، اتهمت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست"، وزارة التربية بتزييف تصريحاتها الزاعمة تسوية مطالبها، مؤكدة مواصلة حركتها الاحتجاجية وإضرابها المفتوح لأسبوعها الرابع على التوالي، ابتداءا من يوم غد الأحد، بعد رفض وزير التربية الوطنية بابا أحمد تلبية مطالبها العالقة، والمتمثلة في تصحيح الاختلالات الواردة في القانون الأساسي وعدم تجسيد ما تم الاتفاق عليه في المحاضر المشتركة. وعرضت "سنابست"، في بيان لها الأسباب التي دفعتها إلى مواصلة إضرابها وشل المؤسسات التربوية، وعلى رأسها سياسة الوصاية في حل مطالبها العالقة وإخلالها بوعودها التي سبق وأن دونت في محضر مشترك. كما اتهمتها بزيف تصريحاتها الزاعمة تسوية أغلب مطالب النقابة المرفوعة، فضلا عن انعدام النية الصادقة لديها للتكفل الحقيقي بانشغالات شركائها الاجتماعيين، بما يعيد الهدوء لمؤسسات التربوية وتعزيز الاستقرار. "الوزارة لها يد في تعفن الوضع" كما سبق أن حذر أساتذة التعليم الثانوي والتقني من تأزم الوضع في قطاع التربية، بسبب تعنت الوصاية والسلطات العمومية وإصرارها على دفع الأمور إلى التعفن من خلال تصريحاتها واستفزازاتها عبر وسائل الإعلام للأطراف المأجورة، ظنا منها أنها ستُركع المضربين وتخيفهم، مضيفين أن المضربين قبل أن يكونوا أساتذة ومربين هم أولياء تلاميذ، بل وتمثل أسرة التربية لوحدها أكثر من ربع أولياء التلاميذ على المستوى الوطني وهم أدرى وأحرص على مصلحة التلاميذ أكثر من غيرهم. وناشدت "السنابست" الوصاية والسلطات العمومية ضبط حساباتها جيدا، مؤكدة أنّ أي خطوة استفزازية وتعسفية تقبل عليها لاحقا تتحمل تبعاتها وعواقبها كاملة. وفي المقابل دعت إلى تجسيد حوار جاد وفعال وعلى الطاولة، وليس على صفحات الجرائد وعبر القنوات وأن تجعل من النقابة شريكا اجتماعيا مكملا ومساهما في تحقيق أهداف وغايات منظومتنا التربوية وليس خصما تشهر به وتنعته بشتى النعوت، من أجل إيجاد الحلول الكافية للمطالب المرفوعة، خاصة منها المتعلقة بأساتذة التعليم الثانوي والتقني. وفي ظل عدم وجود أي بوادر للانفراج من طرف وزارة التربيّة الوطنيّة، قرر أساتذة التعليم الثانوي والتقني مواصلة الإضراب المفتوح للأسبوع الرابع على التوالي ابتداء من يوم غد الأحد وشل كل المؤسسات التربوية. "الاينباف" يدعو قواعده للتعبئة طالب الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، كافة قواعده بالتعبئة والنفير، غدا، في الوقفة الاحتجاجية ب«الرويسو". كما دعا جميع المعنيين إلى ضرورة التجند خلال نهاية هذا الأسبوع قصد شل المؤسسات التربوية يوم الأحد بالخصوص للتعجيل بحل قضيتكم. كما جاء في منشور للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن "القيادة الوطنية صامدة وستبقى صامدة إلى غاية استرجاع حق الجميع، لكن صمودها بحاجة إلى دعمكم لنكون في الموعد ونعيدها مرة أخرى قوية مدوية.. لا يا وزارة التربية لهذا المحضر المخزي". وتؤكد هذه النقابة على أنه في ظل إجراءات التخويف والتهديد التي تبنته الوصاية، فإن موظفي وعمال التربية أكدوا تمسكهم بمطالبهم المشروعة. "الكناباست": "الاجتماع مع الوزارة لم يأت بجديد" أكد المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي و التقني الموسع "الكناباست"، على لسان المكلف بالإعلام مسعود بوديبة، عدم وجود أية أسباب موضوعية لوقف الإضراب أو عقد المجلس الوطني، كون الاجتماع الذي عقد لم يأت بأي جديد بعدم طبعه بالصفة التفاوضية الإيجابية، مع تكرر سيناريو تعهدات تقدمها الوزارة للنقابة، اتسمت بالغموض وعدم تقديم إجابات واضحة، الوضع الذي دفع "الكنابست" إلى مطالبة الوصاية بتنظيم اجتماع خاص مع الوظيف العمومي وفقا لم ورد في محضر 31 أكتوبر الاستعانة بالمستخلفين لاستدراك 97 ساعة خلفها الإضراب وبعد أزيد من 3 أسابيع من الشلل الذي مس قطاع التربية، وجد وزير التربية بابا أحمد نفسه بين سندان الرضوخ لطلبات الأساتذة ومطرقة تدارك التأخير الذي طال ساعات الإضراب، والذي تم تحديده ب 97 ساعة كاملة، أي ما يمثل 20 يوما ما أجبر الوزارة على التفكير بالاستعانة بالمستخلفين لتوظيفهم بدءا من الاثنين المقبل، لتعويض الأساتذة المضربين. كما سيجد الوزير بابا أحمد نفسه أيضا أمام تحد آخر وهو تحديد العتبة التي تعد مرهونة بمواصلة الإضراب للأسبوع الرابع، حسب ما تؤكده النقابات التي تصر على مواصلة رفع التحدي إلى غاية تحقيق المطالب المرجوة. من جهته، أكد مسعود عمراوي أن للأساتذة المضربين نية صافية في استدراك وتعويض ما فات التلاميذ من دروس، إذا استجابت الوزارة لمطالبهم. اتحاد أولياء التلاميذ في اجتماع عاجل من جهة أخرى، ندّدت اتحادية أولياء التلاميذ، على لسان رئيسها أحمد خالد، بهذا الوضع، وقالت إن المكتب الوطني سيجتمع اليوم السبت، للنظر في تداعيات الإضراب وسيقوم بتحرير تقرير مفصل لتوجيهه لرئيس الجمهورية، للتدخل بسرعة في قضية الإضراب قائلا: "لم يبق لنا غير رئيس الجمهورية للتدخل العاجل في ظل بروز طيف شبح سنة بيضاء في الأفق".