استلمت عائلات جزائرية مساء الأربعاء الماضي جثامين ستة شبان ينحدرون من ولايات مختلفة من الوطن أغلبهم من الشلفوغليزان كانوا قد قضوا نحبهم غرقا في سواحل المنطقة المسماة "ايجا" شرق سواحل مدينة ازمير التركية. وقال مصدر رفيع المستوى ل"البلاد" أن جثامين هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين نقلت جثثهم في رحلة عادية من المطار الدولي التركي اسطنبول الى مطار السانيا بوهران بعدما تم تحديد هويتهم عن طريق اخضاعهم لاختبارات الحمض النووي التي أجريت عليهم بعد مرور شهرين عن العثور عليهم في حالة متقدمة من العفن قبالة سواحل "ايجا " التركية ,وتحدث المصدر نفسه أن جثث الغرقى بقوا في مستودع خاص للأموات بازمير دون أن تتمكن عائلاتهم من استلامهم بعدما رفضت السلطات التركية ذلك ,متشبثة بتدابير تحاليل الحمض النووي ,للتأكد مما اذا كان الهالكون من الجزائر حقا ومن أفراد العائلات التي تطالب بجثامينهم ,وكانت القوات البحرية باقليم ازمير قد تمكنت من انتشال جثثهم متحللة ,لتقوم بعدها بنقلهم الى مستشفى المدينة ذاتها ,وكان هؤلاء الحراقة البالغ اعمارهم بين 32 و40 سنة ارتضوا عالم الهجرة السرية عن طريق الدخول الى القارة العجوز عبر بوابة اليونان التي صارت محجا لكثير من الحالمين في الاستقرار في أوروبا ,بعدها أبحروا سرا بمساعدة أحد مهربي البشر الذي كلفهم اموالا بالعملة الصعبة تراوحت بين 350 الى 500 أورو ,من جزر شمال بحر ايجه الاقرب الى تركيا منها الى اليونان ,غير أن سوء الأحوال الجوية التي طبعت الخط الساحلي الرابط بين ايجا الجزيرة المجهولة نسبيا وازمير التركية ,أدت بانقلاب قاربهم الذي كانوا على متنه ,اذ لقوا حتفهم غرقا دونما تحقيق الحلم الذي رسموه منذ تفكيرهم في الدخول الى اوروبا ,كما تعرفت عائلة أخرى تنحدر من غليزان على ابنها ضمن ضحايا الغرقى عبر خبر أذاعته قناة بثته قناة تلفزيونية تركية التي نقلت فصول المأساة وصورت جثث القتلى داخل مشرحة الجثث بمستشفى ازمير التركية ,وفور اتصاله بالسفارة الجزائرية في تركيا ,أكدت خبر الحادث المأسوي . مع العلم أن نفس المدينة التركية ازمير شهدت في أواخر شهر ديسمبر من السنة الماضية انقاذ عشرة شبان جزائريين ينحدرون من ولايات مختلفة من موت محقق بعدما قامت القوات البحرية هناك بانقاذهم في وقت كانوا قاب قوسين أو أدنى من الهلاك .