يرنّ الهاتف من إمارة الشّارقة طالبا رقما في الجزائر كي يزفّ له خبرا سعيدا لم يكن يتوقّعه، ومع ذاك كان يترقّبه بصمت.. إنه رقم الكاتب الجزائري علاّوة كوسة الذي تلقىّ صبيحة الأربعاء الماضي خبر تتويجه بالمرتبة الثانية لجائزة الشّارقة للإبداع في فئة المسرح في دورتها السّابعة عشرة عن نصه المسرحي "بين الجنة والجنون"، وذلك من بين عشرات المتنافسين العرب.. ويضاف هذا لمشوار ابن مدينة سطيف الحائز على جائزة "علي معاشي" للمبدعين الشباب" و"جائزة لقبش" الشعرية في دورتها الأولى والحاضر في الكثير من الفعاليات الأدبية الوطنية والعربية.. ويتحدث كوسة في هذا الحوار عن نصه الفائز وقضايا كثيرة.. - هل كنت تتوقع فوزك بالجائزة؟ أنا واثق دائما بأنني أكتب بصدق ما أحس وأشعر وأفكر، وتبقى مسألة الفوز والتتويج بيد الآخر القارئ المتلقي.. وأعتقد أنه ليس كل عمل فائز جيد بالضرورة وليس كل عمل راسب رديء.. ورغم ذلك كنت واثقا من نصي. - كيف تم إعلامك بالفوز؟ تم إعلامي من طرف لجنة الجائزة الأربعاء صباحا عبر الهاتف، وأُخْبرت بأن العمل سيكون مطبوعا يوم استلام الجائزة. - ماهو مضمون نص "بين الجنّة والجنون"؟ مضامين النص متعددة وتعالج قضية قديمة جديدة تتعلق بعلاقة المثقف والسلطة وبدور المثقف في البناء بكل محمولاته. - بما أن المضمون يدور حول العلاقة بين المثقّف والسلطة؛ هل تؤيد مشاركة الكتّاب في الحكم أم تفضل بقاءهم خارج دائرة قد تشوّه إبداعهم؟ أرى أنه على المثقف البقاء بعيدا عن السلطة ويخدم وطنه بطرقه الخاصة فقط.حب الوطن واجب أما السلطة فلها أهلها. - أيعني هذا أنك لا تؤيّد ترشّح ياسمينة خضرة للرئاسيات القادمة؟ لا أقصد ياسمينة خضرة شخصيا ولكن لكل اختصاصه وميدانه الذي يضيف فيه جديدا أو ليسكت. - بعد الفوز.. هل من نية لتحويل النص المسرحي الفائز إلى الخشبة؟ الأهم من الجائزة أن يحوّل النّص إلى الركح وأنا كتبته ليؤدى ويكون أجمل، وواثق من وجود في طاقات إخراجية كبيرة في الجزائر لتحول النص إلى مسرحية قريبا وخاصة وزارة الثقافة. - بما أن هناك طاقات إبداعية في الكتابة المسرحية؛ لماذا يفتقد المسرح الجزائري لكتّاب نصوص مسرحية ويظل يعتمد على الاقتباس العالمي؟ لا توجد أزمة نص في الجزائر أبدا ولا أزمة مخرجين ولا ولا.. تنقصنا الإرادة والتسويق لمنتجنا فقط ولكن أستبشر خيرا في المجلس الأعلى للثقافة والفنون ووزارة الثقافة. - إذن كيف تفسر اتساع الهوّة بين مسرح السبعينات والثمانينات والمسرح حاليا وابتعاده عن الواقع الجزائري؟ المتخصصون يرون أنه على مدى مسيرة المسرح الجزائري كان قريبا من الواقع الجزائري بكل تفصيلاته وقضاياه ولكن بدرجات متفاوتة ومن زوايا مختلفة. - برّأيك هل تؤدي وزارة الثقافة دورها في "اقتناص" المبدعين قبل "اقتناص" جهات عربية لهم؟ أعتقد أن وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة صارت تشتغل بجد واحترافية وبوعي مع المبدعين والكتابة. - بعد التّتويج بالجائزة.. ماهي خطوتك المقبلة؟ سيصدر لي قريبا عملان روائيان هما "وردة الرخام" و"ريح يوسف المتنبي"، بالإضافة إلى كتاب نقدي في الأدب الجزائري.