يقال إنّ المثقّف في الغرب يصنع القرار والسّياسي ينفذه، وهي مقولة من المستحيلات في الجزائر نظرا لردّات فعل الكتّاب والمبدعين الجزائريين الذين اعتزلوا الحياة العامة رافضين التّفاعل مع كلّ ما تشهده الجزائر من حراك سياسي قبيل رئاسيات السابع عشر أفريل المقبلة، كلّ حسب حجّته. كتّاب تخونهم الشّجاعة خارج مساحة الورقة البيضاء في الإدلاء بما هو منتظر منهم. وتوضح الروائية أحلام مستغانمي صاحبة الثلاثية الشهيرة "ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير" في حديث ل"البلاد" دون أن تطلب "عدم ذكر اسمها"، أنها اعتزلت الكلام حاليا رافضة الخوض في أي موضوع سياسي أو أدبي تشهده الجزائر وباقي البلاد العربية. وأكدت مبدعة "الأسود يليق بك" أن الكلام لا يليق بها الآن بسب الظّروف؛ متجنّبة أي تصريح قد يُفهم خطأً وهي التي عانت كثيرا من تأويل تصريحاتها، مضيفة أن أي شيئ تريد الإدلاء به تنشره على صفحتها الرّسمية على الشّبكة العنكبوتية من دون تعديل أو تدّخل شخص آخر في كتابته أو نقله على لسانها، مع الإشارة إلى أن موقع "الفيسبوك" يحفل بعشرات الصفحات التي تحمل اسمها وتنسب إليها. والرّد نفسه تلقّته "البلاد" من كتّاب ذوي شهرة شعبية على السّاحة الأدبية الجزائرية لكنّهم، فعلى عكس أحلام مستغانمي؛ طلبوا عدم ذكر أسمائهم وأكّدوا أنهم يلجأون إلى قفل هواتفهم أحيانا، وعدم الردّ أصلا أحيانا أخرى بحجة الانشغال حتى لا "يتورّطوا حسب رأيهم في أي تصريح أو كلام بشأن الأوضاع الرّاهنة التي من المفترض أن يكونوا هم في طليعة من يخوضون فيها باعتبار أنّهم "نخبة مؤثّرة ينتظر القارئ معرفة مواقفهم حولها"، خاصة أنهم يشتكون من تهميش السّلطة لهم وحين تتاح لهم الفرصة يعزفون عنها.