بعد 6 سنوات من الإعلانات والتصريحات لثلاثة وزراء تعاقبوا على قطاع الاتصالات حول ملف أكبر شركة للهاتف النقال في الجزائر "جيزي"، انتهت القضية أخيرا بشراء الدولة الجزائرية 51 بالمائة من فيمبيلكوم الروسية وتمكن الصندوق الوطني للاستثمار التابع للدولة الجزائرية من تأميم 51 بالمائة من شركة الهاتف المحمول "اوراسكوم تيليكوم" المعروفة تجارياً ب«جيزي" بسعر 2,6 مليار دينار. وبعد أخذ ورد بين وزارة المالية التي تفاوضت مع فيمبيلكوم لمدة تجاوزت أربع سنوات، كان خلافها الأساسي اقتراح فيمبيلكوم بيع "جيزي" للدولة الجزائرية ب 7.8 مليار دولار وهو ما رفضته الحكومة الجزائرية، مما أدى إلى تعثر الملف لسنوات عدة، تغلبت الدولة الجزائرية على الشركة الروسية واشترت "جيزي" بالسعر الذي وافقت عليه. وحافظت وزارة المالية على السرية التامة لقضية "جيزي"، حيث رفض وزير المالية كريم جودي في العديد من المرات الإدلاء بأي تصريح، وكان يكتفي في كل مرة بالتأكيد أن المفاوضات جارية. فيما أكد الرئيس التنفيذي ل«جيزي" فينشانزو نيشي في حوار مع "البلاد"، أن هناك نية بين الدولتين لأيجاد نهاية للملف، قبل أن تصدر "فيمبلكوم" و«غلوبال تيلكوم القابضة" (التي اشترت مجموعة اوراسكوم المصرية)، بيانا رسميا بتوقيع عقد بيع أسهم، تبيع بموجبه الشركة 51 في المئة من أسهم "أوراسكوم تيلكوم" الجزائر إلى صندوق الاستثمار الأهلي الجزائري. فيما لا تزال وزارة كريم جودي تحتفظ بالسرية التامة حول ملف، عرف نهاية مفرحة للدولة الجزائرية التي استحوذت على الأغلبية بعد مفاوضات ماراطونية ومعقدة جند له منذ أشهر العديد من مكاتب الاستشارة، لاسيما شيرمان وستيرلينغ ل.ل.بي الذي قدم إسهامه في مجال التركيب القانوني وتحرير الاتفاقات ومكتب الخبرة المالية "ف. تي. إي. لا"، الذي تدخل فيما يتعلق بالتفاوض على الجوانب المالية". واعتبر الصندوق الوطني للاستثمار أن "الاتفاق الموقع بينه وبين فيمبلكوم تيليكوم يفتح عهدا جديدا فيما يخص تطوير جيزي من خلال منحه لشركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر مساهمة جديدة قوية ومستقرة". وأوضح المصدر أن الاتفاق الذي "سيكرس أغلبية الجزائر في ملكية جازي سيمكن المؤسسة من مواصلة نشاطها في سوق تشهد ديناميكية كبيرة وتكثيف استثماراتها من خلال تطوير البنية القاعدية لشبكتها في زمن تشهد فيه سوق الهاتف المحمول بفضل تطورات تكنولوجيا الجيل الثالث بنمو تناقل المعلومات والبيانات عبر الشبكة المحمولة." وبغرض تسهيل إنجاز العملية ستقدم اوراسكوم تيليكوم الجزائر نشاطاتها لأوبتيموم تيليكوم الجزائر، وهي شركة ذات أسهم تمتلكها أوراسكوم تيليكوم الجزائر كليا، حسبما أفاد به المصدر الذي أكد أن "التنظيم الداخلي لهيكل جازي لن يؤثر على شروط استغلالها ولا على شروط توظيف العاملين بها". وستخضع الشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار ومجموعة فيمبلكوم تيليكوم لعقد مساهمين يحدد شكل إدارة أوراسكوم وأوبتيموم ويؤطر مصير مساهمات كل منهما. وأوضح المصدر أن عقد المساهمين يشمل بنودا تخص تشكيلة أجهزة الإدارة والمراقبة الخاصة بالشركتين وكيفيات التعيين والفصل وصلاحياتها. ويسمح لفيمبلكوم بالحفاظ على دور الرقابة الإدارية والعملية لأوراسكوم تيليكوم الجزائر، لكنه يخول للصندوق الوطني للاستثمار حق الاعتراض على القرارات الاستراتيجية الكبرى. ومن المنتظر أن يتم الاقتناء النهائي قبل نهاية سنة 2014 لأنه يخضع لشروط واقفة، من بينها الحصول على الترخيصات التنظيمية.