الأخضر الإبراهيمي: "حمص" مسرح للموت والدمار شن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يخوض معارك دامية مع تنظيمات متطرفة أخرى في سوريا، هجوما غير مسبوق على قيادة تنظيم القاعدة، متهما إياها بالانحراف عن المنهج وبشق صفوف المقاتلين. ودعا التنظيم على لسان المتحدث باسمه أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي نشر على الانترنت أمس، المقاتلين في صفوف الجماعات الأخرى إلى تأييد تنظيمه في خلافه مع القاعدة التي رأى أنها "لم تعد قاعدة الجهاد". وقال العدناني في التسجيل إن قيادة تنظيم القاعدة قد انحرفت عن منهج الصواب، وإن القاعدة اليوم لم تعد قاعدة القتال و"من يمدحها هم الأراذل، ويغازلها الطغاة، ويناغيها المنحرفون والضالون". وأضاف "إن قيادة القاعدة باتت معولا لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله". وقال أيضا إنهم حرفوا المنهج وأساؤوا الظن وقبلوا بيعة المنشقين وشقوا صف المجاهدين وبدؤوا بحرب دولة الإسلام. واتهم العدناني زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالاسم بالانحراف عن "المنهج الصائب" و"خيانة طريق القتال". وتابع العدناني أن الخلاف بين الدولة والقاعدة ليس على قتل فلان أو على بيعة فلان، ولكن القضية قضية دين اعوج ومنهج انحرف وأصبح يؤمن بالسلمية، ويجري خلف الأكثرية، "إنه منهج يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد". ويخوض تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع جانفي الماضي معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها جبهة النصرة. واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو أربعة آلاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تأسس في العراق بأنه من صنع النظام السوري ويقوم ب"تنفيذ مآربه"، وكذلك بالتشدد في تطبيق الشريعة. وفي فيفري الماضي أعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من تنظيم "الدولة الإسلامية" ودعته إلى الانسحاب من سوريا. وخيّر العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيمات الجهادية الأخرى بين القاعدة وتنظيمه. وقال "اختاروا أيها المقاتلون على يد من تأخذون؟"، مشددا على أن تنظيم الدولة باق على منهج أسامة بن لادن. من ناحية أخرى، قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس إن وسط مدينة حمص المحاصرة أصبح "مسرحا للموت والدمار"، وحث طرفي الصراع هناك على العودة إلى طاولة المفاوضات. ودعا الإبراهيمي في بيان كلا من الحكومة السورية وقادة المعارضة إلى استئناف المباحثات التي توقفت فجأة في فيفري الماضي. وشهدت مدينة حمص القديمة بعض أعنف المعارك في الحرب المستعرة بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع الذي سمح لأكثر من ألف مدني بمغادرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة الإنجاز الوحيد الذي حققته مفاوضات السلام الأخيرة في جنيف والتي عُقدت بوساطة الإبراهيمي، غير أن الاتفاق لم يصمد طويلا فسرعان ما اندلعت معارك طاحنة بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة لأسابيع طويلة. وانعقد مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة أمس الخميس لبحث الوضع الإنساني في حمص، لكن من دون الاتفاق على البيان الصحفي الذي اقترحته بريطانيا. وعوضا عن ذلك، أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس سفيرة نيجيريا جوي أوغوو أن الدول الأعضاء أعربت عن "قلقها العميق" حيال مصير العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من مدينة حمص بوسط سوريا. وقالت إن المجلس المكون من 15 دولة عضو "طالب بتطبيق القرار 2139 فورا"، وهو القرار الصادر في 22 فيفري الماضي حول تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ودعمت دعوة الإبراهيمي إلى استئناف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص.