تحتضن مدينة البليدة حاليا معرضا حول أسوار وأبواب "مدينة الورود" التي كانت محصنة بها في وقت مضى لتعريفها للجمهور الزائر. وأكد يوسف أوراغي، وهو باحث في تاريخ البليدة، أن المدينة كانت عبارة عن قلعة محصنة بأسوار وسبعة أبواب لجأ الحاكم العثماني للمدينة إلى إنشائها سنة 1820 لتوفير الحماية اللازمة لسكانها من أي خطر خارجي محتمل. وأوضح في هذا المجال أن الجهة الشمالية للمدينة كانت بها باب "السبت" نسبة إلى السوق الأسبوعي الذي كان يقام بموزاية وفي الشمال الشرقي كانت باب "الزاوية" نسبة إلى زاوية سيدي مجبر وفي الجهة الشرقية للمدينة كانت باب تسمى باب "الدزاير". وفي الشمال الغربي "باب القصبة" وهي تؤدي من سيدي يعقوب إلى بوعرفة وتراب الأحمر أما الأبواب الثلاثة الأخرى فهي باب "القبور" نسبة إلى مقابل المنطقة بالجهة الغربية وباب " الرحبة " بالجنوب نسبة الى الترحيب الذي كان يحظى به سكان الجبال الذين كانوا يحملون معهم الخضر والفواكه ورؤوس الغنم لتسويقها. أما الباب السابعة والأخيرة فهي باب "خويخة" بالجنوب الشرقي ومعناها بالتركية الباب الصغيرة. وأوضح المتحدث أن تلك الأبواب كانت تفتحها السلطة العثمانية في الصباح الباكر وتغلقها مع غروب الشمس من كل يوم ما عدا الباب الرئيسية وهي باب الدزاير فيمدد وقت إغلاقها إلى ما بعد صلاة العشاء، وذلك ليتسنى للمتخلفين من الناس الالتحاق بالمدينة. وأوضح في هذا الإطار أنه غداة الاحتلال الفرنسي للمدينة قامت السلطة سنة 1865 برفع أسوار المدينة بالحجارة إلى علو أربعة أمتار وذلك لتأمين حياة سكانها وأغلبهم من الفرنسيين وباستبدال الأبواب الخشبية بأخرى حديدية.