اقترح رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكي جون بينيت، على دول الساحل الإفريقي ''خطة عسكرية''، من شأنها المساهمة في اجتثاث جذور تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، شريطة تعاون الجزائر باعتبارها من الدول الرائدة في مكافحة الإرهاب بالمنطقة. وأوضحت مصادر إعلامية أمريكية، نقلا عن جون بينيت، الذي عين حديثا في منصب رئيس للجهاز الاستخباراتي القومي السري المعروف اختصارا ب ''ناشونال كلاندستن سيرفيس''، أن خطته العسكرية التي يقدمها لدول الساحل الإفريقي تتمثل في استخدام طائرات أمريكية بدون طيار لمحاربة تنظيم ''القاعدة''، خاصة أن هذه الطائرات بإمكانها تحديد أهدافها بسرعة عن طريق الصور التي توفرها لها الأقمار الصناعية، وهو الأمر الذي يجده جون بينيت، مساعدا ومكملا لدور دول الساحل الإفريقي في حربها ضد الإرهاب. ويرى المسؤول الأول عن جهاز الاستخبارات الأمريكية، أن موافقة دول الساحل وبالأخص الجزائر، التي يرى فيها المراقبون أن لها ''حساسية'' من تدخل القوى الأجنبية في المنطقة تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وحرصها على أن تتم العملية بالأساس تحت سلطة ورعاية ومشاورة دول الجوار، ما من شأنه أن يقوض نشاط الجماعات الإرهابية التي يتزعمه تنظيم القاعدة بقيادة مختار بلمختار المكنى بالأعور. وقالت المصادر، إن المخطط العسكري الذي سيقدمه رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكي للبانتاغون قريبا، والذي يهدف إلى القضاء على القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي، يشدد على ضرورة تعاون كل البلدان المشتركة في حوض الساحل وهي الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، من أجل إنجاح هذا المخطط. وأشار رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكي، الذي يعد من بين الخبراء القلائل في قيادة الطائرات العسكرية الأمريكية بدون طيار، أن الاستعانة بالصور التي يلتقطها الساتل الأمريكي حول منطقة الساحل الإفريقي من شأنها أن تساهم وبسرعة في القضاء على عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على النحو الذي تم مع عناصر طالبان في أفغانستان، وذلك بالاستعانة بالطائرات العسكرية بدون طيار، والتي أثبتت فعاليتها في مطاردة الجماعات المسلحة. ويرى جون بينيت، أن الجدل القائم في منطقة الساحل الإفريقي بين الدول الجوار إضافة إلى الدول الكبرى كفرنسا وإسبانيا وأمريكا من شأنه أن ينتهي بمجرد الاستعانة وقبول مخططه وهو توجيه ضربات عسكرية لمعاقل القاعدة بالطائرات العسكرية من دون طيار انطلاقا من دول مجاورة، وهي العملية التي اعتبرها ''نظيفة وغير مكلفة وناجعة''.