تحريات واسعة حول تسريب أسرار الشركة لشبكة منظمة للابتزاز أبلغت مصادر عليمة "البلاد"، أن مصالح الأمن المختصة فتحت تحقيقا موسعا في فضيحة تنصّت مدوية على مسؤولين وإطارات ومستخدمين في "اتصالات الجزائر" بعنابة من قبل إطار سام بالمؤسسة العمومية، تمكّن من الحصول على تسجيلات مفصّلة لمحادثات شخصية على هواتفهم النقالة تضمّنت أسرارا مهنية خطيرة وجوانب من حياتهم الخاصة. وتفجرت الفضيحة بعد إقدام المعني على تهديد بعض زملائه وابتزازهم مقابل إتلاف التسجيلات التي تمت خارج الأطر القانونية. وعلمت الجريدة أن المدير الجهوي لاتصالات الجزائر أمر بفتح تحقيق داخلي بعد استلامه لشكاوى الضحايا وسماع كافة الأطراف المعنية بالقضية تحسبا لإرسال تقرير للإدارة المركزية للشركة الأم. وتشير المعطيات التي حصلت عليها "البلاد"، إلى أن مصالح الأمن شرعت في استجواب الضحايا والشهود رفقة مسؤول سام بالمديرية العامة لاتصالات الجزائربعنابة حول فضيحة التنصت، وفرضية أن يكون هذا النشاط في إطار شبكة جوسسة مختصة في جمع المعلومات من مسؤولين وإطارات سامية بالمؤسسة على غرار الشبكة الدولية التي قرصنت في وقت سابق الخطوط الهاتفية على مستوى مراكز التوزيع الهاتفي ببلديات عنابة، البوني وسيدي عمار وتورط فيها أجانب وعرب من جنسيات إيطالية، يمنية وفلسطينية، وكذا إطارات وموظفين بمؤسسة اتصالات الجزائر. وأشارت المصادر إلى أن المدير الجهوي عقد أمس اجتماعا طارئا لبحث تداعيات القضية على السير الحسن لمصالح المؤسسة بعد رواج معلومات حساسة حول القضية بين مصالح وأقسام المؤسسة وطلب سماع الإطار من طرف لجنة مختصة بعد شروعه في ابتزاز زملائه بما يمتلكه من تسجيلات لمكالمات هاتفية شخصية ومهنية. وتابع المصدر في معرض تصريحاته ل«البلاد" أن المتهم استخدم بالفعل بعض التسجيلات لابتزاز وتهديد ضحاياه، في حال عدم الانصياع لأوامره وطلباته، الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى في صفوف ضحايا تلك الممارسات، ودفعهم إلى فضح ما يتعرضون له من ضغوط ومساومات، من خلال إيصال الأمر إلى المدير الجهوي الذي أمر بفتح تحقيق داخلي في القضية لتحديد المسؤوليات ووضع حد لهذه التجاوزات غير القانونية، حسب المصدر. وأضاف مصدر واسع الاطلاع "أنه من المؤكد لا نستبعد حدوث عمليات تجسس وتنصت واسعة النطاق على هواتف المسؤولين ولا نستطيع أن نقول أن كل المعاملات والمكالمات هي مؤمنة بشكل كبير وبالتأكيد هناك خروقات ويجري التحري بشأنها للاطلاع على البيانات التفصيلية من قبل فريق تحري كفء". وقد اتصلت "البلاد" عشية أمس بالمدير الجهوي لاتصالات الجزائر الذي لم ينفي القضية، لكنه اعتذر عن الخوض في تفاصيل ملف حساس كهذا عبر الهاتف قبل أن يحيلنا على المكلف بالاعلام والاتصال في المؤسسة الذي كان هاتف مكتبه مشغول لمدة طويلة رغم محاولاتنا المتكررة لأخذ الموقف الرسمي للمؤسسة من هذه الفضيحة". من جانب آخر، نفى مصدر مقرب من الإدارة وجود معلومات دقيقة عن عمليات تنصت منظمة ضمن نشاط شبكة إلى حد الآن وقال إن أنظمة الاتصالات الهاتفية في الجزائر ما تزال مفتوحة ولا ضوابط لتشفيرها وليست هناك تأكيدات قاطعة بوجود عمليات تنصت مهيكلة، لكن مجرد كونها مفتوحة وغير مشفرة يفتح المجال لأي جهة كي تتجسس وتم الإيعاز إلى المسؤولين والاطارات بالتعامل بحذر في مكالماتهم، لا سيما التي تضم معلومات مهمة وحساسة عن المؤسسة".