سيسعى المنتخب الجزائري اليوم لدخول التاريخ وتأكيد انتصاره الكبير على كوريا الجنوبية، عبر الفوز على منافسه الروسي في الموقعة التي سيستضيفها ملعب آرينا دي بايتشادا في كوريتيبا، خاصة وأن التعادل قد لا يكون في مصلحة الفريق الوطني إذا ما فازت كوريا على بلجيكا بأكثر من ثلاثة أهداف، وهو سيناريو مسبتعد جدا. وبعد تحقيق الخضر لأول انتصار مونديالي له منذ نسخة 1982 بإسبانيا، وكذلك أكبر انتصار في تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية بالبطولة العالمية، يتبقى أمامهم تحقيق الإنجاز الأكبر بالتأهل للمرة الأولى للدور ال16 في تاريخ مشاركاتهم، حيث فشلوا في تخطي هذا الدور بنسخ 1982 (إسبانيا) و1986 (المكسيك) و2010 (جنوب إفريقيا). ويعتمد المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش على عدد من نجومه البارزين والمتألقين أمثال مهاجم فالنسيا، سفيان فيغولي، ومهاجم سبورتنج لشبونة إسلام سليماني، ولاعب وسط غرناطة، ياسين براهيمي. أما روسيا فتتمسك بأملها في بلوغ دور الستة عشر بقيادة مدربها الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو، لكن أمامها مهمة صعبة تتمثل في الفوز على الخضر المتحفزين والمتألقين ويبحث كابيللو عن حلول للمشكلات التي يعاني منها خط هجومه، إذ سجلت روسيا حتى الآن هدفا وحيدا لألكسندر كيرجاكوف في المونديال، وتحتاج للفوز في مباراتها أمام ممثل العرب، وهو الأمر الذي سيجعل اللقاء في غاية السخونة بين الفريقين وستكون الندية حاضرة بقوة في هذه الموقعة الصعبة، خاصة وأن التأهل الى الدور الثاني سيكون في المزاد. لاعبو الخضر أمام فرصة دخول التاريخ سيكون لاعبو المنتخب الجزائري أمام فرصة دخول التاريخ من بابه الواسع، في المباراة التي ستجمعه اليوم أمام المنتخب الروسي ويكفيه التعادل فقط ليكون الجيل الأول الذي يسمح للجزائر بالتواجد في الدور الثاني من كأس العالم في المشاركات الأربعة، وهو الأمر الذي يدركه حق المعرفة اللاعبون وحتى المدرب نفسه الذي يريد مغادرة الجزائر من الباب الواسع. اللعب على التعادل سيكون خطأ فادحا وسيناريو إيطاليا في البال ومن بين الأخطاء التي يجب أن يتفاداها الناخب الوطني لكرة القدم وحيد حاليلوزيتش، هو اللعب على نقطة التعادل والتي ستكفي النخبة الوطنية من أجل العبور الى الدور الثاني بسلام، لا سيما وأن الهدف قد يأتي من الخصم في أي لحظة من لحظات اللقاء، وهو الأمر الذي يدركه حق المعرفة اللاعبون وحتى الطاقم الفني للخضر المطالبين برفع التحدي في هذه المباراة وإسعاد الجماهير الجزائرية التي تنتظر الكثير من النخبة الوطنية، ويبدو أن السيناريو الذي حصل مع المنتخب الايطالي الذي كان يلعب من أجل التعادل حتى يتأهل أمام الأوروغواي وتلقى هدفا في اللحظات الأخيرة من اللقاء يبقى عالقا في الأذهان. الجالية العربية قلبا وقالبا مع الخضر في كوريتيبا في زيارتنا لمدينة كوريتيبا التي سيلعب فيها المنتخب الجزائري لكرة القدم أمام روسيا اليوم، اتضح لنا جليا أن هناك جالية عربية كبيرة متواجدة في هذه المنطقة وتنحدر أساسا من سوريا ولبنان، وتملك محلات كثيرة هنا. وكما كان عليه الحال مع الجالية الفلسطينية في بورتو أليغري، فإن الجميع هنا سيكون قلبا وقالبا مع النخبة الوطنية والسعي وراءها لتحقيق النقاط الثلاث في هذه الموقعة التي لا تهم الجزائر فحسب، بل كل الجالية العربية المتواجدة في كوريتيبا.