اعتبر المحلل السياسي صالح عوض، أن ما يحدث الآن في غزة يعد أكبر دليل على الفشل العربي والدولي في إدارة هذا الصراع على كل مستوياته، إضافة إلى دلالته على اتهام القرار العربي مجزئا وتفصيلا في القوى الكبرى التي دعمت وتدعم باستمرار الكيان الصهيوني. وأوضح عوض في اتصال ب«البلاد"، أن ما "يحدث الآن من مجازر هو السعي إلى القضاء على كل الحركة الجهادية التي ظلت صامدة في وجه العدو وفي الخصوص حركة حماس والفصائل الجهادية الفلسطينية المنضوية تحتها أو التابعة لها. وأكد المتحدث على أن ذلك يجري "بتآمر عربي يهدف في مجمله إلى القضاء على ما يسمى بالحركة الإسلامية بأوطانها ظنا منها أن القضاء على حماس هو القضاء على مشروع مسرحه الحركة الدينية على المستوى العربي وحتى الإسلامي". وأضاف قائلا إن "ما جعل الكيان الصهيوني يتمادى في غطرسته هو اقتناعه بأن العقبة التي ما تزال قائمة أمامه تتمثل في المقاومة الإسلامية"، مشددا على أن الدليل على ذلك هو "هذا التوافق في الرؤى بين هذا الكيان وبين النظام في جمهورية مصر"، والذي تدل عليه أيضا "ظاهرة السكوت التي مارستها الأنظمة العربية والتنديد المحتشم الذي جاء حتى من القيادة الفلسطينية نفسها". وقال صالح عوض إن "ما يقع حاليا يكون نقطة فاصلة بين استمرار المقاومة بوسائل أخرى لم تكن معهودة بمثل هذه المواجهات وستؤدي إلى مزيد من سفك الدماء من الجانب الفلسطيني"، ولكنه في الوقت ذاته يعد "رسالة للاستمرارية في المقاومة مهما كان الثمن".