كشفت الصحافة الايطالية عن عقد ضمني وقعه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة الاسرائيلية لتصدير الفائض من الغاز الذي تستورده مصر من الجزائر إلى تل ابيب، حيث وقعتا في هذا السياق عقدا يقضي بتوريد 500 مليون متر مكعب من الغاز الجزائري إلى مصر يوميا تموله الامارات العربية المتحدة في وقت تقدر فيه حاجيات مصر من الغاز 400 مليون متر مكعب يوميا، حيث ينتظر أن تزود الجزائر مصر بالغاز بداية من هذا الشهر في إطار اتفاقية أبرمت بين البلدين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر. فيما تنقل وفد جزائري إلى مصر لاستكمال الإجراءات اللازمة لهذه الصفقة. وفي هذا السياق، أشار المرصد الايطالي للصحافة في منشوره "الرسالة السرية بين البحر الأدرياتيكي وبحر البلطيق" أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختار الجزائر كأول وجهة له بعد انتخابه كرئيس لمصر قصد تسريع المفاوضات مع شركة سوناطراك والشركة المصرية للغاز ايجيبت غاز هولدينغ لتوريد الغاز الجزائري إلى مصر بأفضل الأسعار. واضطرت مصر لاستيراد 400 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الجزائري يوميا لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف، وهي الكمية التي رفعتها خلال الفترة الأخيرة إلى 500 ألف متر يوميا لتقوم بتحويل الفائض إلى إسرائيل، وهو مالم تنفيه السلطات المصرية إلى حد الساعة. وتؤكد التقارير أن مصر نجحت في إقناع الجزائر بالاستفادة من أسعار استثنائية وأصبحت بذلك "سوناطراك" أول مورد للغاز الطبيعي إلى مصر، بالرغم من أن الصفقة الجزائرية المصرية عرفت اختلالات وعدة تبعات، خاصة بعد مطالبة الجبهة الوطنية لحماية الثروة ومكافحة الفساد، الحكومة تجميدَ أو إلغاء اتفاقية تصدير الغاز إلى مصر إلى غاية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وورّدت شركة "سوناطراك" الطاقوية 12 ألف طن من الغاز المسال إلى مصر عبر سفينة "غاز سويس" التي وصلت ميناء سيناء، حيث تؤكد التقارير الايطالية أن مصر حصلت على عقود طويلة الأمد تستورد فيها الغاز الجزائري بأسعار تتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار، في وقت وقعت فيه مصر سنة 2005 عقدا مع تل ابيب يقضي بتوريد 1.7 مليار متر مكعب من الغاز على مدار 20 عاما.