أثارت تفاصيل إضافية لجلسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الأمير القطري تميم بن حمد، إذ أظهرت وفقا لما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، استمرار "حدّة النقاش" التي لحقت ما انفردت به "رأي اليوم" سابقا، الأمر الذي اضطر الأمير القطري لفضّ الاجتماع ريثما "يهدأ" أبو مازن. الرئيس الفلسطيني نقل للأمير القطري، وسط "شلال الدم" الفلسطيني الذي كان مفتوحا في غزة، "غضبه الشديد" على الفصيل الاسلامي في القطاع، بقوله "حماس بدها تجنني"، كون الصهاينة نقلوا له أنهم "ألقوا القبض على 93 عنصراً من حماس قاموا بالإعداد لانقلاب في الضفة، يرعاهم صالح العاروري من تركيا، وصلة الوصل بينهم شخص في عمان اسمه جواد"، بن حمد تفهّم الموقف بقوله "أنت حكيت معلومات مصدرها إسرائيل، (إذاً) بالتأكيد صحيحة". حين دخل خالد مشعل ووفد حماس المرافق لقاعة الاجتماع ذاتها، خفّف عباس من توتّره، وفقا لتفاصيل محضر "الاخبار"، إلا أنه بشكل من الأشكال لم يتجاهل حِدّة أزمته مع خصمه "دحلان"، الأمر الذي بدا من خلال قوله للحمساويين "نفذتم الانقلاب بالاتفاق مع دحلان، وحتى الآن لكم علاقة معه..."، كحجّة أثارها على خصومه جميعا. القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق، يبدو في النصّ محاولا تهدئة أبي مازن وتكذيب الرواية إذ يقول "أنت بعدك لغاية اليوم مصدق هالقصة؟" فيردّ أبو مازن: "لا تقاطعني، لا تستفزني يا أبو عمر". خلال حديث ما قبل وصول الحمساويين، يتحدث عباس عن وضع فلسطيني صعب، ويفصل صعوبته بقضيتين أساسيتين، تتمحوران حول "اسرائيل وحماس′′. الرئيس الفلسطيني بدا من خلال طبيعة الحوار "مضطربا" جدا، فقد خاض في الكثير من التفاصيل التي ذكر تقييم المحضر أن وفده لم "يستسغ" الخوض فيها، وتذمّر مطولا من تعامل "الامريكان" معه ومماطلتهم بإعطاء "جدول زمني" لخطة كيري الجديدة. وظهر أن كلام عباس كان شديد الاضطراب، حين تحدث عن المحاولة الانقلابية، والتي ابلغه فيها مدير الاستخبارات الاسرائيلية، خصوصا حين تحدث عن الاتفاق الحمساوي مع القيادي الفتحاوي الموجود في الامارات اليوم محمد دحلان، مستشهدا بصورة جمعت أحد شيوخ الامارات مع أشخاص من حماس والجهاد الاسلامي. "كثير من الدول العربية طلبت مني تهميشهم وإخراجهم من المشهد، السعودية ومصر والإمارات والأردن وآخرون اعترضوا على مصالحتي مع حماس، وأبلغت العرب أنني ماضٍ في اتمام المصالحة. بعد كل هذا يخططون للانقلاب عليّ في الضفة الغربية، ويؤلفون خلايا ضدي، يعملون على تدمير الضفة"، قال عباس لبن حمد، الذي أجابه بأن " معلومات مصدرها إسرائيل، بالتأكيد صحيحة". الأمير، وفي جملة أوردتها "رأي اليوم" سابقا قال عباس "الوضع كما قلت لا يحسد عليه أحد. معلومات إسرائيل دائماً صحيحة، ولكن في النهاية حماس اخوتك وبالإمكان التفاهم معهم. البلاء كله من العرب، والكل يحاول إفشال جهودك في المصالحة". وانضم السيد خالد مشعل والوفد المرافق له إلى الاجتماع، وقدم التحية للأمير، وحيّا الرئيس أبو مازن ومرافقيه، ليقوم الرئيس بسرد الاستراتيجية السياسية الجديدة للسلطة والملخّصة ب "أن تقبل أميركا وإسرائيل خطياً بدولة فلسطينية على حدود 67، والقدس الشرقية عاصمتها، وبسقف زمني محدد، نبدأ مباشرة بترسيم الحدود خلال مدة محددة، ثم نناقش قضايا الوضع النهائي. فإذا قدموا لنا قبولاً خطياً كان به، وإذا لم يقبلوا سنعمل على الآتي: 1 وقف التنسيق الأمني والتعاون مع إسرائيل. 2 ندعو نتنياهو إلى تسلم السلطة، وتتحمل إسرائيل مسؤولياتها كدولة احتلال. ولدينا أيضاً قضية القدس (...) نتخذ نفس الخطوات السابقة: وقف التنسيق وحل السلطة، وهذا ما أكدته للملك الأردني عبدالله".