رغم أن خبر اختطاف الرهينة الفرنسية من طرف جماعة تدعي ارتباطها بتنظيم الدولة الإسلامية، فباستثناء فرنسا لم يجد له مكانا في العناوين العريضة لوسائل الإعلام العالمية نظرا للتطورات الكبيرة التي تعرفها مناطق من العالم، لاسيما شروع دول غربية وعربية في قصف مواقع ل«داعش" في كل من سورياوالعراق، لكن رغم هذا فإن الخبر القادم من الجزائر احتل مكانة في كل وسائل الإعلام الرئيسية في العالم. الإعلام الفرنسي ينشر الخبر بلغة حذرة أهم ما ميز وسائل الإعلام الفرنسية في تعاملها مع الخبر، اللغة الحذرة في نقل الخبر المجرد وما جاء في مضمون البيانات الصادرة عن الجهات الرسمية في باريس، لاسيما رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية، ولم تدخل في التحليلات والقراءات المتعلقة بخلفيات الحادث وتداعياته الأمنية لكل من الجزائروفرنسا، فقد اكتفت "لوباريزيان" بسرد أهم ما ورد في شريط الفيديو الذي نشرته الجماعة المختطفة، وما قاله الرهينة هيرفي غوردال وهو يتوجه بالكلام للرئيس فرانسوا هولاند، مستعرضة أهم المعلومات المتعلقة به وزياراته المتكررة الى الجزائر. فيما اتصلت "ليكسبريس" بوالدة الرهينة، والتي تحدثت فيها عن آخر المكالمات الهاتفية التي أجرتها معه وهو متواجد بالجزائر. كما بدا ملفتا اعتماد الإعلام الفرنسي على ما ورد في نظيرتها الجزائرية من أخبار وتفاصيل، خاصة المواقع الالكترونية، حيث تمت ترجمة مقاطع واقتباسات. الصحافة الأمريكية والبريطانية: من هم "دواعش" الجزائر؟! كانت حادثة اختطاف الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال هي دائرة الضوء التي أحاطت بما يسمى بجند الخلافة، الذي يقول إنه فرع داعش الذي ينشط بالجزائر في صفحات الإعلام العالمي، خاصة الناطق باللغة الفرنسية، خصوصا وأن الاختطاف يتزامن مع الضربات الجوية التي تشنها عدد من الدول الغربية والعربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراقوسوريا، فقد عاد موقع "بي بي سي" بالانجليزية، إلى ظروف ظهور جند الخلافة، على أنقاض ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي كانت هي الجماعة الإرهابية ذات النفوذ الأكبر في المنطقة على مدار سنوات. من جهتها عادت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى ملف الاختطافات التي شهدتها منطقة القبائل منذ عام 2005، والتي ارتبط بعضها بنشاطات إرهابية فيما لم تمثل أخرى سوى عمليات إجرامية لجني المال فقط. أما في الولاياتالمتحدة فقد اهتمت وسائل الإعلام أيضا بخلفيات تنظيم "جند الخلافة"، والتحدي الكبير الذي يمثله على الجزائر، وكذلك فرنسا التي قالت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال" إنها عازمة كل العزم على عدم الدخول في مفاوضات مع الخاطفين، وهذا بالنظر الى أن المطلب الرئيسي للخاطفين هو توقف فرنسا عن المشاركة في الحملة العالمية ضد داعش التي تقودها الولاياتالمتحدة، لكن الصحيفة أشارت الى التجارب السابقة لباريس في مثل هذه المسائل تؤكد أن هناك جانب ظاهر تؤكد فيه باريس أنها لا تفاوض الإرهاب، فيما تفعل ذلك في السر، وتدفع فديات بمبالغ طائلة لتحرير رعاياها، متسائلة إن كانت ستغير طريقة تعاملها هذه المرة.