شهدت العاصمة في يومي العيد مشهدا مألوفا ومشابها لذلك الذي يطبع أيام العيد في سائر السنوات الماضية، حيث أوصدت اغلب محلات بيع المواد الغذائية العامة أبوابها صبيحة يومي العيد ضاربين تعليمات وزارة التجارة والقانون 04-08 عرض الحائط ما خلق ندرة في المواد الأساسية عند المواطنيين. وعلى العكس من ذلك لوحظ أن المخابز نشطت بشكل شبه عادي صبيحة العيد، حيث ولأول مرة منذ سنوات لم تسجل طوابير ضخمة للمواطنيين على اعتاب المخابز على الرغم من أن أغلبها أغلق بعد نحو ساعة أو ساعتين من صلاة العيد ما وضع بعض المواطنين الذين شغلوا بترتيبات نحر أضاحيهم في حالة تيهان في الشوارع بحثا عن محلات تبيع الخبز أوعلى الأقل "المطلوع" أو"الخبز السوري"، إلا أن البعض منهم وخاصة القاطنين في الجزائر الوسطى وساحة أول ماي قد وجد غايته في نقاط البيع التي وضعها مجمع عمر بن عمر، حيث تمكنوا من اقتناء كميات الخبز الصناعي التي عرضها المجمع. جمعية حماية المستهلك تبدي ارتياحها لنجاح المداومة وعلى النقيض من ذلك أكد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي أن نسبة استجابة التجار "للمداومة" هذه المرة كانت "مقبولة" على اعتبار أن جمعيته لم تتلق شكاوي من المواطنين مثلما هو مألوف خلال كل عيد وعلى العكس من ذلك ابدى بعضهم ارتياحا لتوفر السلع والمواد الأساسية وقال مصطفى زبدي في تصريح هاتفي لÇالبلاد" إن نظام المداومة عرف نجاحا كبيرا هذه المرة والفضل يعود حسبه إلى زيادة عدد قوائم التجار المداومين بنحو 50 في المائة ما انعكس إيجابا على أرض الواقع وساهم في توفير المؤن للموطنين. واعتبر مصطفى زبدي أن وزارة التجارة تمكنت هذه المرة من التحكم في نظام المداومة عبر نشر قوائم التجار المداومين ونشر دوريات المراقبة، حيث استفادت الوصاية من أخطائها السابقة على حد قول المتحدث "العبرة ليست في نسب النجاح وإنما في عدد التجار المداومين"، فعلى سبيل المثال يضيف زبدي - "إن نسبة نجاح المداومة في عيد الفطر تجاوزت 90 بالمئة وعلى الرغم من ذلك لقيت العملية سخطا لدى المواطنين"، وعلى هذا الأساس رفعت الوصاية عدد التجار المعنيين بالعمل أيام العيد ومددت نشاطهم إلى أسبوع كامل بعد الأيام المباركة، واعتبر مصطفى زبدي أن الارتفاع الكبير الذي عرفته مواد الخضر والفواكه يبقى النقطة السوداء التي شابت النشاط التجاري خلال فترة عيد الأضحى، مستشهدا بسعر "الخس "الذي فاق 180 دينار جزائري. اتحاد التجار: الجزائريون استهلكوا أزيد من 20 مليون خبزة صبيحة العيد من جهته لم يسجل اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين أية شكوى حول ندرة الخبز والمواد الأساسية عبر الوطن، رغم ارتفاع الطلب على مادة الخبز، فقد باع الخبازون حسب الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار أزيد من 20 مليون خبزة صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى، مؤكدا انه تم تخصيص 15 محلا إضافيا لبيع الخبز بالعاصمة خلال يومي العيد، زيادة على قائمة المحلات التي يفرض عليها القانون المحدد لشروط الممارسات التجارية أن تداوم أيام العيد لتلبية الطلب المتزايد على المادة. وزارة التجارة تطلب من غير المعنيين بالمداومة فتح محلاتهم اليوم وفي المقابل، أكدت مصادر من وزارة التجارة لÇالبلاد" أن نظام المداومة خلال عيد الأضحى بلغ نسبة استجابة تفوق 94 بالمئة لحد الآن في انتظار الكشف عن الأرقام الرسمية خلال ندوة صحفية سيعقدها وزير التجارة خلال الأسبوع الجاري واضافت المصادر ذاتها أن وزارة التجارة ستتابع العملية الى منتهاها. كما راسلت الوزارة كل التجار غير المعنيين بالمناوبة للالتحاق بمحلاتهم وفتحها اليوم وإلا سلطت عليهم عقوبات صارمة، وذلك لكي لا يقع المواطنون في المأزق الذي عاشوه في عيد الفطر المنصرم، حيث مدد التجار عطلتهم لأسبوع كامل، مما تسبب في أزمة مواد غذائية وينص القانون 04-08 المحدد لشروط الممارسات التجارية على غلق المحل التجاري لمدة شهر، إضافة إلى غرامات مالية في حق كل تاجر مخالف لبرنامج المداومات. ويلزم هذا القانون احترام المداومة خلال الأعياد الرسمية والعطل لضمان التموين المنتظم للمواطنين بالسلع والمنتجات ذات الاستهلاك الواسع.