سياحة مهملة ومتاحف على الهواء الطلق يطالب سكان ببلدية آيت تيزي التابعة اداريا لدائرة بوعنداس شمال ولاية سطيف السلطات المحلية بضرورة التدخل لإيجاد حلول عاجلة لجملة من المشاكل التي أضحت تؤرق حياتهم اليومية، وضرورة إعداد برامج تنموية قصد رفع الغبن عنهم وإخراجهم من حالة التهميش والعزلة التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال لانعدام أدنى شروط الحياة الكريمة. وفي زيارة ميدانية قادتنا إلى المنطقة التي تعرف كثافة سكانية معتبرة، وجدنا صعوبة كبيرة في التنقل بين أزقة البلدية بسبب الحالة الكارثية للطرقات، ولدى وصولنا إلى المكان لم يتردّد السكان في طرح انشغالاتهم ومشاكلهم، حيث أكد هؤلاء أن المنطقة لم تشهد أي مشاريع تنموية منذ مدة وتفتقر للعديد من الهياكل الضرورية، بالرغم من الشكاوى التي تقدّموا بها في العديد من المرات إلى السلطات المحلية إلا أنه لا حياة لمن تنادي. الغاز الطبيعي من أوليات مطالب السكان شهدت بلدية آيت تيزي جملة من النقائص عكّرت على السكان صفو حياتهم اليوميةو حيث تعاني بلدية آيت تيزي تأخرا كبيرا في المجال التنموي، ومنها قضية الغاز الطبيعي الذي بات حلم أزيد من 20 ألف نسمة، بحيث تفتقر البلدية لهذه المادة بنسبة 100 بالمائة. وهو ما جعل السكان يندهشون لتقارير مصالح سونلغاز التي تؤكد أن الولاية تقترب من نسبة 100 في المائة من حيث التغطية بالغاز على مستوى كامل تراب الولاية. السكان يطالبون بربط مساكنهم بهذه المادة الحيوية من أجل التقليل من معاناتهم مع قارورات الغاز لصعوبة الحصول عليها في فصل الشتاء بسبب الإقبال المتزايد عليها. وقد أعرب السكان عن غضبهم الشديد من غياب هذا المورد الضروري الذي يعد شريان الحياة في عصرنا الحالي، خاصة في فصل الشتاء اين يعانون كثيرا نتيجة البرودة القاسية التي تتميز بها المنطقة، مؤكدين على رغبتهم في التخلص من قارورات غاز البوتان والحطب وتعويضهما بالغاز الطبيعي، خاصة أن المنطقة تعيش وتسبب الوضع في وفاة العديد من الاشخاص بسبب البرودة وقطع الطرق. كما أبدى السكان استياءهم من النقل المستمر لقارورات الغاز باستئجار السيارات وهو ما يجبرهم على العودة إلى الحطب لاستعماله في التدفئة والطهي. لهذا ينتظرون بشغف كبير ربط سكناتهم بغاز المدينة الذي من شأنه تخليصهم من متاعب الحصول على قارورات غاز البوتان، التي عادة ما يكثر عليها الطلب خلال فصل الشتاء، فرغم العدد الهائل من الطلبات المودعة لدى الجهات الوصية، إلا أن آلاف العائلات تظل تلازمها المتاعب مع غياب هذا العنصر الضروري الذي تزداد الحاجة إليه أكثر بحلول موسم البرد. انعدام مركز صحي وتدهور شبكة الطرقات بالرغم الشكاوى العديدة التي رفعها سكان آيت تيزي الى السلطات المحلية، إلا أنهم تلقوا وعودا لم تجسّد على أرض الواقع بعد، خاصة من أجل اصلاح الطرقات واعادة تعبيدها غير أن الوضع لايزال على حاله، حيث تشهد معظم طرقات المنطقة حالة كارثية ولم تعرف اي عمليات تهيئة منذ سنوات، اذ تكثر فيها الحفر والمطبات التي تسبّبت في عرقلة حركة السير، بالإضافة إلى تسببها في إلحاق أضرار وأعطاب بالمركبات كبّدت أصحابها مصاريف لتصليحها هم في غنى عنها، كما تتحول هذه المسالك في فصل الشتاء إلى برك مائية وأوحال. في حين يجد القاطنون أنفسهم مضطرين في كل مرة للتنقل إلى العيادات والمراكز الطبية المتواجدة في المناطق المجاورة، نظرا لانعدام هذا الهيكل الطبي بالمنطقة، متكبدين بذلك مصاريف التنقل خاصة الذين لا يملكون سيارات خاصة، الأمر الذي أثار غضب المرضى، وطالبوا بضرورة إنجاز مركز صحي يغطي احتياجاتهم الصحية ويعفيهم من التنقل إلى المراكز الأخرى القريبة من الحي. الهياكل الترفيهية والرياضية مطلب شباب المنطقة حيث يعاني أغلب شباب البلدية التي تبعد حوالي 70 كلم عن مركز الولاية، من نقص فادح في المرافق الشبابية، الأمر الذي جعلهم يعيشون في روتين قاتل، فهم مخيرون بين الجلوس في المقهى أو التجمع على الرصيف، مما جعل أولياءهم يتخوفون من اتجاههم إلى طريق لا تحمد عقباه، لهذا فأنهم يطالبون السلطات المحلية بضرورة برمجة مشاريع رياضية بالمنطقة من شأنها أن تكون متنفسا لهم ولملء أوقات فراغهم، بالإضافة إلى ممارسة هوايتهم والحفاظ على لياقتهم البدنية، بحيث يجد العديد من الشباب أنفسهم مجبرين على التنقل للأحياء والبلديات المجاورة خاصة نهاية الأسبوع. ويرى شباب المنطقة أن إنجاز ملعب بلدي وقاعة للإنترنت في البلدية أكثر من ضرورة ملحة للقضاء على الروتين الذي يعيشونه وإبعادهم من اللجوء إلى مختلف الآفات الاجتماعية، مؤكدين أن هناك الكثير من الشباب الموهوبين في مختلف النشاطات، خاصة الرياضية، لكنهم لم يجدوا المحيط المناسب لإبراز طاقاتهم، كما ينتظر شباب البلدية بفارغ الصبر الانتهاء من أشغال عديد المرافق، على غرار فتح مكتبة البلدية حتى يتسنى لهم الاستفادة منها والتخلص من الفراغ الثقافي الرهيب الذي خيم على المنطقة. ورغم أن مكتبة البلدية تمت انتهاء الأشغال بها، إلا أنها ليست مستغلة وتبقى مغلقة طيلة أيام الأسبوع. وفي هذا الصدد، أبدى المسؤولون عدم رضاهم عن الحركة التنموية في البلدية واعتبروا أنها متأخرة عن ركب بلديات الولاية رغم ما رصدته الدولة من أغلفة مالية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن. مؤكدين أنهم سيسعون لبذل كل ما بوسعهم من أجل إيصال نداءات السكان إلى المصالح العليا، والعمل على دفع عجلة التنمية بالمنطقة إلى الأمام والأمل كبير في تحسين وضعية البلدية والإطار المعيشي للمواطن. الروح تعود إلى الطرق بفضل 48 مليارا تبدأ معاناة السكان في البحث عن وسيلة نقل جماعي تنقلهم إلى عاصمة البلدية التي لا تختلف هي الأخرى في وضعها عن هذه القرى، حيث يعتمد سكان المنطقة على القطاع الفلاحي بالدرجة الأولى، تأتي زراعة الزيتون والتين إلى جانب الحبوب كالقمح الصلب والشعير في مقدمة المزروعات، كما يوجد بها غطاء نباتي هام ويتطلب توفير آبار. ورغم مجهودات مسؤولي البلدية في هذا الإطار، إلا أن هذا المشكل يبقى عائقا أمام تطوير الفلاحة في هذه المنطقة، التي تعتبر منتجة لمختلف المنتوجات، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية. ويستعمل فلاحو قرية "حلية" و"عين دكار" بعض الحواجز المائية والبرك لسقي أراضيهم التي تعتبر موردا رئيسيا للنهوض بقطاع الفلاحة وتوفير فرص عمل للبطالين بهذه القرى المعزولة عن العالم، بسبب همجية الجماعات المسلحة التي هجّرت سكان المنطقة من أراضيهم خلال العشرية السوداء. والغريب في الأمر أن أهالي القرى المذكورة يعانون العطش الدائم، رغم توفرها على ثروة مائية هائلة، تزود. مشاكل عويصة يتحملها التلاميذ يوميا لوصولهم متأخرين تبعد هذه القرى بحوالي 80 كلم عن عاصمة الولاية باتجاه الشمال، وتتربع على مساحة معتبرة، إذ تتميز شبكة الطرقات بها بوعورتها وعدم صلاحيتها، بسبب تواجد التجمعات السكانية المتفرقة على سفوح الجبال والمرتفعات، أغلبها عبارة عن مسالك جبلية وعرة غير صالحة للاستعمال لتتعقد وضعيتها أكثر في موسم الشتاء، حيث تتوحل الممرات الترابية ويصعب على وسائل النقل قطعها لتبقى الجرارات من بين الوسائل الصالحة لمثل هذه الطرقات. وتخلف هذه الوضعية مشاكل عويصة لتلاميذ المدارس الذين يتنقلون يوميا إلى مدارسهم متأخرين، خاصة مع رفض أصحاب سيارات الفرود استعمال مثل هذه المسالك ما يجبر هؤلاء على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، حيث يعاني سكان قرية كل من قرية "حلية"، "عونة"، "بني بورمان" "حوثرة" وغيرها العزلة التامة عن المحيط الخارجي في غياب الكهرباء والشبكة الهاتفية التي تحرم المواطنين الاتصال بذويهم. إلى جانب هذا يعاني سكان هذه القرى من الانعدام التام لأي معلم إداري أو حتى فروع لها تمكن السكان من استخراج الوثائق الإدارية اللازمة. سياحة مهملة ومتاحف على الهواء الطلق... رحلتنا إلى بلدية بوسلام رغم العزلة وشكاوى المواطنين، إلا أننا أحسسنا فيها بالراحة والدفء لطيبة أهلها وجمال طبيعتها وسحر مناظرها. فالبلدية تعد منتجعا سياحيا طبيعيا من صنع الخالق جمع بين شموخ الجبال وخرير المياه في الوديان وخضرة البساتين والحقول لاسيما تحت أشجار التين والزيتون، بيوت بالقرميد تعانق فيلات بالملايير هو مزيج بين الأصالة والمعاصرة. سياحة مفقودة ومهملة ولو تم الاهتمام بها لوفرت للوطن ملايين الدولارات سنويا. رئيس البلدية أقر بأنه قدم مقترحا لإنشاء بيت للشباب بأعلى قمة ثاقينطوشت التي ترتفع عن سطح البحر بأزيد من 1300 متر لكن المقترح بقي حبيس الأدراج. مقترح آخر تم تقديمه بفتح متحف على الهواء ومحمية لبعض الحيوانات والطيور المعروفة بالمنطقة فبقي مجرد فكرة فقط. وهناك أنباء عن احتواء بوسلام على آثار رومانية بإحدى القرى الغربية للبلدية لكنها تبقى عرضة للاندثار والتشتت، وهو الواقع الذي حز في نفوس مثقفي المنطقة التي تعد من المناطق الثورية بامتياز بالمنطقة الشمالية الغربية للولاية. وأكد في السياق أن السلطات أدرجت برنامج ضمن التجمعات السكانية الكبرى، وذلك من أجل ربط سكناتها بمياه الشرب، وبالكهرباء والغاز الطبيعي، وذلك من أجل استقرار سكان الأرياف، بالإضافة الى برنامج تهيئة الطرقات بهذه المنطقة المحرومة من مختلف البرامج التنموية الكبرى، مؤكدا أن الأنظار ستتجه إلى هذه القرية الثائرة التي شهدت إحدى أهم المعارك خلال الثورة وقدمت في سنة 1958 أزيد من 70 شهيدا من خيرة رجالها في يوم واحد في عملية إبادة جماعية شنها المستعمر على قرية "حلية". لذا فإن نصيب سكانها من التنمية سيكون من بين الأولويات التي سيعمل المجلس على تحقيقها.