تدخلت فرق الدرك الوطني بالجلفة بالقوة لفتح الطريق الوطني رقم 46 الرابط مابين ولايتي الجلفةوالمسيلة، وذلك بعد سلسلة الاحتجاجات العارمة التي قادها سكان منطقة المويلح ببلدية المليليحة، وتم توقيف 16 شخصا على ذمة هذه الحادثة وإحالتهم على التحقيق بتهم التجمهر والاعتداء على أفراد القوة العمومية. خرج العشرات من سكان الفرع البلدي المويلح الواقع على مستوى الطريق الوطني رقم 46 إلى الشارع، أول أمس، مقدمين على توقيف حركة المرور وبالتالي فرض الشلل التام على سير مختلف المركبات التي وجد أصحابها أنفسهم مضطرين للعودة على أعقابهم سواء إلى الجلفة أو إلى دائرة بوسعادة بولاية المسيلة، وذلك احتجاجا على جملة المشاكل التي يكابدونها منذ سنوات، وكانت شرارة اندلاع الأحداث والخروج إلى الشارع هي غياب النقل المدرسي، حيث يضطر التلاميذ الذين يدرسون ببلدية دار الشيوخ إلى العودة للفرع البلدي سيرا على الأقدام على مسافة 20 كلم ليلا، مما أدى إلى بعث استياء وتذمر الأولياء على ما اعتبروه تجاهلا من قبل السلطات المحلية لبلدية المليليحة التي فشلت حتى في تأمين تنقلات أبنائهم، وصعد المنتفضون من احتجاجهم، حينما أكدوا غياب المجلس البلدي عن مشاكل ونقائص الفرع البلدي، مما أدى إلى استفحالها أمام الصمت غير المبرر. وذكر المحتجون أنهم يعيشون البؤس التنموي على كافة مستوياته والبداية كانت بالتلاعب الحاصل بمناصب الشغل التي يستفيد منها الأحباب والأصحاب على حد قولهم، على حساب الأغلبية المقهورة من الشباب، وكذا للغياب شبه التام للتهيئة العمومية، زيادة على تجاهل طلبات الاستقبال بالمجلس البلدي. ارتفاع وتيرة الاحتجاج واستمرار غلق الطريق الوطني على الرغم من نزول مدير التنظيم والأمين العام للولاية، في ظل مطلب المحتجين بنزول والي الولاية إلى مسرح الأحداث، أدى بقوات الدرك الوطني إلى التدخل عن طريق القوة من أجل فتح الطريق أمام حركة المرور وإنهاء الحركة الاحتجاجية، وتحدثت مصادرنا عن حدوث مواجهات بين رجال الدرك ومجموعة من المحتجين، أفضت في النهاية إلى توقيف 16 شخصا وإحالتهم على التحقيق بتهم التجمهر والاعتداء على رجال الدرك الوطني، وبعد أكثر من 7 ساعات من توقيف حركة السير والشلل الذي مس الطريق الوطني رقم 46 الذي يربط ولايات الوسط بالولايات الشرقية، عادت الأمور إلى طبيعتها، حيث تم فتح الطريق باستعمال القوة العمومية.