يعيش سكان حي 198 مسكنا المحاذي للطريق الوطني رقم واحد بمدينة الأغواط وضعا مزريا للغاية بسبب امتلاء أقبية العمارات عن آخرها بالمياه القذرة إلى درجة تسربها أمام مداخل العمارات وما انجر عن هذه الوضعية البيئية من انتشار هائل لمختلف الحشرات على غرار البعوض والفئران التي أصبحت تنكد عليهم يومياتهم في عز أيام الخريف. وما زاد حسبهم في تفاقم الوضع أكثر هوالروائح الكريهة التي تنبعث من المكان، وما تشكله من خطورة على أفراد عائلاتهم المضطرة الى إغلاق النوافذ في الكثير من الأحيان، تفاديا لتعرض الاطفال للإصابة بأمراض الحساسية والطفح الجلدي وأمراض العيون. فيما أكد البعض الآخر من القاطنين بذات الحي، أن المتضررين من الوضع لاسيما المرضى فضَّلوا اللجوء إلى الأقارب لإيوائهم في العديد من المرات عندما تعرف فيه الأقبية تدفقا للمياه، تفاديا للتعقيدات الصحية. وحسب شهادات العائلات فإن أقبية العمارات الممتلئة بالمياه القذرة لم تعرف أي التفاتة أوتدخل من طرف السلطات المحلية أوجهات أخرى لغاية كتابة هذه الأسطر، بالرغم من الشكاوى والمراسلات المتكررة للسكان خاصة منهم القاطنين بالطوابق الأرضية الأكثر تضررا سواء من الروائح الكريهة أومن الرطوبة الكبيرة بشققهم المنبعثة عبر الأرضيات التي تسببت لهم في مختلف الأمراض، متسائلين من ناحية ثانية عن سر تماطل وتجاهل السلطات لمشاغل سكان الحي الذي تحولت جوانبه الى ديكور تشمئز منه أنظار الزائرين، لاسيما من حيث الانتشار الكبير للنفايات والأوساخ، لاسيما عبر الطرقات والأرصفة المؤدية إلى الحي. وقد وجه بعض السكان أصابع الاتهام إلى المسؤولين الذين لا يعملون على احتواء المشكل القائم منذ نشأة الحي، وما زاد من استياءهم هوعدم تزويد الحي بالحاويات وأعوان التنظيف والسعي لمضاعفة دوريات رفع النفايات التي شكلت بدورها مشاهد مقرفة، كما لم ينكر البعض الآخر أن السكان القاطنين بالحي ساهموا في الوضع المتردي بتخلصهم العشوائي من النفايات وتماطلهم الى جانب أعوان النظافة والجزائر البيضاء الذين اختفى نشاطهم المعتاد، في تنظيم حملات لنظافة المحيط، وطبعا لم يجد هؤلاء من وسيلة لإنقاذهم من الوضع الكارثي الذي يعيشونه بالخصوص خلال المدة الأخيرة، سوى مناشدة والي الولاية بالتدخل لدى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري من أجل إجبار هذه الأخيرة عى تخليصهم من تسرب المياه القذرة التي حولت يومياتهم ولياليهم الى جحيم لا يطاق، خاصة أنهم اتصلوا بالمصالح المكلفة أكثر من مرة دون أن يكون هناك أي رد سواء بالإيجاب أو السلب، مع العمل على تنظيم حملة واسعة لتخليصهم من القوراض التي أصبحت بمثابة هاجس مقلق ينتاب العائلات بالخصوص منهم الأطفال.