تحولت ندرة الخبز والحليب، هذه الأيام بولاية الشلف إلى هاجس حقيقي لسكان الولاية، الذين أبدوا مخاوفهم من استمرار الندرة التي تعرفها الأسواق والمحلات خلال شهر رمضان·وحسب معاينة ميدانية قامت بها ''البلاد'' على مستوى مدينة الشلف، أبانت عن عجز حاد منذ بداية الشهر الفضيل في تلبية حاجيات المواطنين، وهو المشهد الذي تجلى بوضوح في المخابز التي اكتفت بإنتاج كميات غير كافية من الخبز، ما يستحيل على المستهلك العثور على هذه المادة الاألية بعد الساعة التاسعة صباحا·في السياق نفسه، وصف أصحاب المخابز هذه الأزمة بالمنتظرة بسبب القبضة الحديدية التي تمارسها الحكومة ضد النقابات العاملة في هذا المجال واستمرار سياسة إدارة الظهر لمطالب الخبازين، واكد البعض أنهم لا يملكون اليد العاملة الكافية لمضاعفة القدرة الإنتاجية اليومية لسد حاجيات المواطنين، في وقت هجر الشباب مثل هذه الأشغال بعدما صار همهم منصب على الهجرة والمهن غير الشاقة، وقال أحد الخبازين في وسط المدينة، إن ثمة اضطرابات اخرى اسهمت في تقليص الإنتاج اليومي منها الزيادة الكبيرة التي صارت تفرضها تكاليف الإنتاج على غرار الإيجار، الكهرباء، الغاز ومادة الفرينة، في الوقت الذي لم يتخط سعر وحدة الخبز حدود 8 دج· هذه المعوقات أثنت أصحاب المخابز عن تطوير قدراتها الإنتاجية وصعبت من مهمة مواصلة العمل، حسب تصريحات المنتجين·من جهة اخرى، تعرف مادة الحليب ندرة غير مسبوقة في ولاية الشلف منذ حلول الشهر الكريم، حيث اختفى باعة الحليب عند باعة الأرصفة والعربات وقلت كميته في المحلات ويكاد يختفي بالمرة في الأسواق المعروفة ببيع الحليب ومشتقاته، إذ لا تنفصل الندرة الحاصلة في عين الدفلى عن تلك التي تشهدها ولاية الشلف التي صارت تتزود بكمية قليلة من ملبنة العريب، بعدما عزف العديد من الموزعين عن هذا النشاط قبل يوم واحد من شهر رمضان لأسباب حصروها في زيادة سعر نقل الحليب، حيث قررت المديرية العامة بذات الملبنة تسقيف تسعيرة العينة الواحدة لفائدة موزعي الحليب عند 23.90 دج، ناهيك عن الرسوم التي يمكن أن تصل إلى 1000 دج المتعلقة بطابع التوزيع، هذه التكاليف الجديدة خفضت بطبيعة الحال من هامش الربح لدى الموزعين وادت بعدد هام منهم إلى تجميد نشاطهم إلى إشعار آخر، في ظل عجزهم عن التجاوب مع هذه العملية· إلى ذلك اختلت موازين معادلة الطلب والعرض في اسواق الشلف، إلى حد استغلال قناصي الفرص هذه الندرة لتسويق الحليب المستقدم من الولايات المجاورة بأسعار تراوحت بين 30 إلى 32 دج للكيس الواحد·