تحولت المقبرة العمومية الواقعة بقرية "بئر اسطل" ببلدية الحروش ولاية سكيكدة في الآونة الأخيرة ما يشبه إسطبل أو مرتع للحيوانات وسط الصمت المطبق من قبل السلطات المحلية والمنظمات والجمعيات المحلية التي أصبحت لا تعير اهتماما للاعتداءات الصارخة على المقدسات الإسلامية. هذا وأصبحت المقبرة المذكورة مرتعا للعديد من الحيوانات الأليفة وغير الأليفة وعلى وجه الخصوص الأحمرة التي وجدت ضالتها وسط قبور الموتى مما أعطى صورة غير حضارية لهذا المكان المقدس بالنظر للأضرار الكبيرة التي مست الأضرحة والقبور، مما أثار استياء شديدا لدى أهل وأقارب المتوفين الذين طالبوا الجهات المعنية بالتدخل العاجل لصيانة حرمة موتاهم وذلك بأن يتم بناء ما تبقى من الجدار الواقي الذي يحيط بالمقبرة للحد من هذه الظاهرة المشينة، في الوقت الذي عبروا عن استحسانهم للمبادرة التي قامت بها البلدية مؤخرا بإنجاز سلالم إسمنتية في شكل مسالك عبر أرجاء المقبرة للتسهيل على المواطنين توصيل جثامين الموتى و إجراء عملية الدفن. من جهة أخرى يطالب فعاليات المجتمع المدني من السلطات المحلية الإسراع في إيجاد أرضية لمقبرة جديدة بالنظر إلى درجة التشبع التي بلغتها المقبرة الحالية، رئيس بلدية الحروش أوضح أن البلدية خصصت غلافا ماليا لإتمام جدار المقبرة ضمن مشروع التحسين الحضري بقرية "بئر اسطل" وهذا من شأنه سد كل المنافذ لمنع دخول الحيوانات، وفي هذاالإطار أشار محدثنا إلى أن الأحمرة التي تدخل المقبرة هي ملك لسكان المنطقة وكان من الواجب عليهم قبل أي شخص آخر محاربة الظاهرة ومنع الحيوانات من الاقتراب من المقبرة. أما فيما يخص درجة التشبع التي وصلتها هذه الأخيرة ذكر "المير" أن البلدية أعطت اهتماما كبيرا لهذه القضية وهناك أرضية مجاورة للمقبرة الحالية يجري التفكير لتخصيص مقبرة جديدة. هذا وعبر سكان القرية عن عميق أسفهم لما آلت إليه أوضاع هذه المقبرة.