لم تعد الحدائق و المساحات الخضراء، تلك الفضاءات التي تستمتع بها العائلات بعيدا عن الضوضاء و تعب الأسبوع ، بل أصبحت الحدائق العامة على غرار حديقة "صوفيا" و حديقة "الحرية" إلى مرفأ للمشردين و للمجانين و ساحات لرمي الفضلات و مبيتا للكلاب الضالة. حديقة صوفيا تفقد بريقها ليس بعيدا عن البريد المركزي توجد حديقة صوفيا و التي أصبحت حزينة نتيجة الإهمال الذي تشهده منذ عشر سنوات فزائرها لا يجد إلا مشردين تحت أشجار المطاط بأغراض تصنع ديكورا مزعجا أو بعض بائعي السجائر الذين يصطفون أمام مدخلها كما يزورها من حين لآخر بعض المسنين الذين أخرجهم الضجر فلم يجدوا إلا حديقة صوفيا مكانا يبحثون فيها عن ونيس من أقرانهم. "فحديقة العشاق" كما كان يطلق عليها سابقا أصبحت فارغة منهم بسبب المضايقات التي أصبح يتعرض لها الشباب و التي تصل في بعض المرات إلى التعدي عليهم بالأسلحة البيضاء و التعرض للسرقة. مساحات و حدائق خاصة حكر على العائلات أما الشباب فتجد الكثير منهم يفضلون أن يلتقوا في مثل هذه الأماكن إلا أن بعض الحدائق تمنع الشباب من دخول بعض الحدائق الخاصة كحديقة "دريم بارك" أو "حديقة الأحلام" و التي يستحسن الكثير الذهاب إليها بسبب المرافق التي تتوفر عليها إلا أن بعض القواعد تجعل بعضهم ينزعج منها ،كالكاميرات المنتشرة في كل مكان و التي ترصد حركات الشباب كما يمنع منعا باتا أن يمسك شابا يد بنت ما يجعل بعض المخطوبين يتذمرون فكريم يشتكي هذا الخناق الذي أصبح يفرض على الشباب خاصة المخطوبين أو العشاق في الأماكن العامة و كأنهم سيرتكبون جريمة . و لا يختلف الامر ب " سابلات" فبمجرد رأية شاب مع بنت إلا و تتبعتهم عيون الحراس الذين ينتشرون بتلك الحديقة أما السيد عبد القادر فهو يستحسن هذه الحراسة حيث أكد لنا أنه لم يعد يستطيع أن يخرج عائلته في نزهة إلى حديقة عامة بسبب إنتشار من لا يحترمون الآداب و لا يحترمون غيرهم كما يشتكي حال الحدائق العامة التي أصبحت مكانا للمجانين و لمتعاطي المخدرات و يضيف السيد عبد القادر "أنه من أجل تفادي المشاكل أصبحنا نعتكف المنازل". أماحراس الحدائق فيقولون أن وظيفتهم الأساسية حماية المساحات و الاشجار من التلف و توفير الأمن و ليس حراسة الأشخاص إلا إذا إستدعى الأمر أو اشتكى البعض من بعض المضايقات ففي ذلك الحين سيكون علينا أن نتدخل . اعتداءات و رائم بالحدائق العامة لم يعد الطرد و الإنتقادات وحدها توجه للعشاق الذين يترددون على الحدائق العام بل بلغت إلى الإعتداءات و السرقة و في بعض الأحيان تصل إلى القتل و قد سبق و طرحت المحاكم قضايا عديدة لمثل هذه الإعتداءات ففضلا عن الضحية يكون الناجين متهمين كونهم قاموا بالدفاع أن انفسهم أو عن صديقاتهم. . كما تعرض العديد من المسنين بهذه الفضاءات إلى السرقة من طرف شباب يتربصون بهم خاصة في المساء عندما تخلو الحدائق من المترددين في غياب الأمن و الحراسة لتصبح هذه الأماكن تشكل تهديدا للبعض. حديقة بن عكنون تتحول إلى وكر للفساد اللافت في العائلات التي تتردد على الحديقة، أن أغلبها قادم من خارج ولاية الجزائر، ولعل السبب وراء ذلك يعود إلى الفكرة التي تبلورت لدى العاصميين عن الحديقة، التي تقول إن المكان مقصد للعشاق، وهو ما جعل الكثير من الناس لا يفكرون في زيارة الحديقة بشكل عائلي كما أصبح قطاع الطرق يمثلون هاجسا حقيقيا للزوار و ذلك يعو لقلة الحراس و ضعف التغطية الأمنية ما ساهم من استفحال السرقة. لتبقى وحدها حديقة التجارب التي مازالت تحظى بزوار محترمين خاصة العائلات الذين يصطحبون أولادهم للتمتع بجمالها الرائع كما يتمنى الكثير منهم أن لا تتحول هي الأخرى إّلى وكر للفساد. جسر تليملي يتحول إّلى "حديقة حب" وأمام ضيق المساحات المتوفّرة لهم، سجّل العشاق سابقة في الجزائر. فتوجّهوا إلى جسر تيلملي الشاهق في أعالي العاصمة، معلنين هذا الجسر "حديقة حب". إلا أن المواطنين إستنكروا هذا السلوك و قاموا بتكسير تلك الأقفال ليللا رافضين هذه السلوكات الدخيلة على المجتمع الجزائري و كما صدتهم عن ذلك كذلك جهات أمنية طالبين ترخيصا لازما و رفضوا هذا التحرّك من أجل الحب في فضاء عام.