أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، أمس ، عن أن بلاده ستعترف بنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية التي سيجريها في الثاني من الشهر المقبل انفصاليو أوكرانيا. وقال لافروف في مقابلة مع صحفية الروسية "نأمل في أن تجرى الانتخابات في موعدها المقرر، ومن المؤكد أننا سنعترف بنتائجها"، معربا عن أمله في أن يعبّر الشعب الناطق باللغة الروسية بحرية وألا يحاول أحد من الخارج، في إشارة إلى المسؤولين الأوكرانيين، التشويش عليها. واعتبر لافروف أن إجراء الانتخابات تعد واحدة من أهم النقاط الواردة في اتفاقات مينسك في روسيا البيضاء التي عقدت في الخامس من، سبتمبر الفارط، بمشاركة روسيا حول وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. يأتي ذلك بعد أن رفضت المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الانتخابات التشريعية التي أجريت، الأحد الماضي، في بقية أنحاء أوكرانيا وهو ما رآه محللون تمردا واضحا على حكومة كييف التي منحتهم حكما ذاتيا محدودا مدته ثلاث سنوات، في وقت سابق. وتزامنت هذه التصريحات مع تجدد الاشتباكات في شرق البلاد، حيث أسفرت عن مقتل مدنيين، أمس، بنيران الجيش الحكومي. وقد جوبهت تصريحات لافروف بانتقاد حاد من كييف، حيث اعتبر ديمترو كوليبا المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأوكرانية، دعم موسكو لانتخابات الانفصاليين، بأنه تقويض لعملية السلام. وقال كوليبا في هذا الصدد إن ?اعتزام روسيا الاعتراف بانتخابات الانفصاليين يقوض التهدئة وعملية السلام عبر إضعاف الثقة بها باعتبارها شريكا دوليا موثوقا"من جانبه، اتهم ينز ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" الرئيس الروسي بالعمل ضد نشر الديمقراطية والسلام في شرق أوروبا. وقال من بروكسل إن "روسيا تحاول إحداث ارتداد في التقدم الذي أحرزناه عبر الجهود المشتركة"، مؤكدا على أن أوروبا معرضة لضغط كبير من روسيا. كما أشار إلى أن الحلف لا يرغب في استمرار التصعيد في النزاع الأوكراني وإعادة زمن الحرب الباردة. وتعيش الدولتان السوفيتان السابقان توترا كبيرا منذ فبراير الفارط عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق فيكتور يانوكوفيتش والتي اعترفت روسيا قبل أيام بمساعدته على الهرب عقب تفاقم الاحتجاجات. ولا يبدو المشهد، وفق مراقبين، سيتجه نحو التهدئة على الأقل في الوقت الراهن إذ من المتوقع أن تزداد حدة التوتر بين الجارتين بعد اعتزام موسكو الاعتراف بحكم انفصاليي أوكرانيا. يشار إلى أن كييف أقرت، الشهر الماضي، قانونا حول وضع الأقاليم الشرقية ينص على إجراء انتخابات للمجالس المحلية في ال7 من ديسمبر المقبل، لكن الانفصاليين رفضوا ذلك.