أعلنت صحيفة "معاريف" العبرية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفته ب "تهديد مروع"، مفاده إن واشنطن قد ترفع غطاء حق النقض "الفيتو" عن إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، خاصة فيما يتعلق بموضوع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. يأتي هذا التهديد في وقت تواصل فيه السلطة الفلسطينية حشد التأييد لمشروعها الذي ستقدمه إلى مجلس الأمن في وقت لاحق من الشهر الجاري، أي بعد الانتخابات النصفية الأمريكية، لإنهاء الصراع مع اسرائيل بجلاء الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية وإعلان دولة فلسطين في حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن جدول زمني لا يتجاوز نوفمبر2016. ?ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم القول إن نتنياهو أبلغ عددا قليلاً من المسؤولين حوله بأن أوباما يعتزم التخلي عن إسرائيل وتركها تواجه وحدها قرارا محتملاً من مجلس الأمن بمنع الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو قال إن أصدقاء دولة الاحتلال في الولاياتالمتحدة تخوفوا من هذه الخطوة عشية انتخاب أوباما لولاية ثانية، وها هي تتحقق اليوم. وأضافت "معاريف" أن مقربين من نتنياهو ينتابهم إحساس قوي بالقلق بعدما علموا بنية أوباما التخلي عن إسرائيل في الأممالمتحدة، واصفة هذا التهديد بأنه "مروع ويمس بأساس وجود إسرائيل وجوهر علاقاتها مع واشنطن"، وأن نتنياهو أكد إدراكه لحجم عواقب مثل هذه الخطوة. وحسب "معاريف"، فإن أوباما بهذه الخطوة "يحطم قدسية التحالف بين إسرائيل والولاياتالمتحدة ويرفع حصن الفيتو الأمريكي الذي بدونه لن تستطيع إسرائيل البقاء". وتابعت القول أن "دولة الاحتلال لا تعلم بوجود مشروع قرار على طاولة الأممالمتحدة يمنع الاستيطان في أراضي 1967، بل إن هذه الفكرة غير مطروحة في كواليس مجلس الأمن". وأضافت الصحيفة أن على دولة الاحتلال تغيير جميع سياساتها الخارجية والأمنية من الأساس، في حال عدم قدرتها على الاعتماد على كلمة الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الفيتو هو الضمانة الأساسية الأهم لقدرة الاحتلال على التصرف حسب احتياجات إسرائيل الأمنية والسياسية، وقد منح لها في عدد من التفاهمات الشفهية. يذكر أن الولاياتالمتحدة استخدمت "الفيتو" ضد كل قرار فلسطيني يمس بإسرائيل. ومن المقرر أن يكون وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد التقى مساء مساء أول أمس في واشنطن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للبحث في تحريك عملية السلام المعطلة وسبل "خفض التوتر في القدس". ومباحثات كيري أمس مع وفد برئاسة عريقات من المقرر أن تكون تناولت ما وصفته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينفر بساكي "طريقة المضي قدما" في عملية السلام المعطلة وكذلك حول الوضع في غزة وكذلك سبل "خفض التوتر في القدس". لكن ورغم هذه المخاوف صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء بمدينة القدس" أمس، على بناء 500 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو"، على ان تقام هذه الوحدات على أراض مسجلة كملكية خاصة تقع شرق المستوطنة المذكورة. ووفقا للمصادر الإسرائيلية، يدور الحديث عن 500 وحدة تضاف إلى المخطط الأصلي القاضي ببناء 1600 وحدة في نفس المستوطنة سيتم بناؤها على أراضي "دولة" وتم المصادقة عليها نهائيا. وبهذا يصبح نصيب مستوطنة "رمات شلومو" من المخطط الاستيطاني الواسع الذي أقرته حكومة إسرائيل لتعزيز الاستيطان في القدسالمحتلة 2100 وحدة استيطانية جديدة تمت المصادقة عليها.