مبادرة "الإجماع الوطني" تدخل مدرجات الجامعة شرعت جبهة القوى الاشتراكية في التحرك الميداني لشرح مبادتها المتمثلة في إعادة بناء الإجماع الوطني، حيث كانت أولى الخرجات الميدانية من الجزائر العاصمة، من خلال توزيع مطويات ومنشورات تحمل عنوان "نداء للمواطنين والمواطنات"، في خطوة منافسة لتنسيقية الحريات التي أصدرت هي الأخرى نداء للشعب الجزائري. ونزل الأفافاس بكل قواه السياسية والنضالية إلى الجزائر العاصمة، في خطوة هي الأولى من نوعها، بهدف شرح مبادرته السياسية المعنونة ب«إعادة بناء الإجماع الوطني"، وذلك لعقد لقاءات مباشرة مع مختلف فئات المواطنين في الأماكن والساحات العمومية، وفي المقاهي الشعبية ومحطات النقل. وفي هذا السياق كشف المكلف بالإعلام على مستوى الحزب أن جبهة القوى الاشتراكية قررت النزول إلى الشارع وعدم الاكتفاء بشرح مبادرتها للأحزاب السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني، مضيفا أن "الأفافاس" سيتوجه هذه المرة إلى عقد ندوات على مستوى الجامعات الجزائرية، يشرف عليها طلبة مناضلون سيشرحون مبادرة "الإجماع الوطني" في الجامعة، مؤكدا أن المبادرة ستصل إلى المواطنين في القرى والمداشر. وحسب ما جاء في المنشورات الموزعة أول أمس في العاصمة على المواطنين، أنه قياسا بالتجارب العالمية حول هذه المسألة، فإن إعادة بناء الإجماع الوطني هو السبيل الوحيد للحفاظ على هذا الاستقلال والوقوف أمام التحديات الجديدة التي تواجه البلاد عل المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، وأن "الوقت يداهمنا"، وهو السبب الذي جعل "الأفافاس" يتوجه بهذا النداء إلى الجزائريات والجزائريين من أجل تقديم إسهامهم بصفة فردية، أو في إطار نشاطاتهم المهنية والجمعوية والنضالية لإنجاح هذه المبادرة، ومن أجل توفير أفضل الظروف لانعقاد وحسن سير هذه الندوة. ودعا "الأفافاس" إلى ضرورة خلق مناخ من الحوار والثقة فهو "ضرورة ملحة" لتحقيق هذا المسعى. وفي إطار تحضير هذه الندوة أكد أقدم حزب معارض في الجزائر أن الأحزاب السياسية مهما كانت برامجها وحساسياتها مدعوة لضبط النفس، والتحلي بروح التصالح والمساهمة في التخفيف من حدة التوتر وتجنب المزايدات. كما أن وسائل الإعلام مهما كان خطها الافتتاحي مدعوة لتغطية الموعد وإعطائه رؤية إيجابية لأن "إعادة بناء الإجماع غير حزبي ومن أجل المصلحة الوطنية"، كما اعتبرت الحركة الجمعوية والنقابية مهما كانت مكانتها، المطلوب منها تعبئة منخرطيها ومساندة ديناميكية إعادة بناء الإجماع الوطني، تقديم مقترحات حول الأولويات، التي يجب أخذها بعين الاعتبار من طرف الندوة، والعمل على توعية المواطنين في الأحياء وأماكن عملهم. كما دعا "الأفافاس" الأساتذة من خلال دروس التربية المدنية إلى "تمجيد" الإجماع الوطني المنتصر الذي ساد في أول نوفمبر 1954 وفي مؤتمر الصومام، بالإضافة إلى تلقين التلاميذ فوائد ثقافة الحوار من أجل حل النزاعات مهما كانت طبيعتها. وورد في النداء الموجه إلى عموم الجزائريين أن مؤسسات الدولة على المستويين المحلي والوطني، يكون شرفا لها أن تساند مسار إعادة بناء الإجماع الوطني من أجل المصلحة العليا للوطن. وأما عموم المواطنات والمواطنين فمدعوون لتقديم مساهماتهم في نقاشات هذه الندوة بإرسال مقترحاتهم إلى العنوان البريدي والعنوان الإلكتروني التي سيتم الإعلان عنهما في الوقت المناسب، مقترحاتهم سوف يتم جمعها وتلخيصها في تقرير مفصل يتم عرضها في الندوة.