أوضح سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر سامي عبد الله بن عثمان صالح بالجزائر أن إستراتيجية بلاده في مكافحة الإرهاب ترتكز على خمسة محاور، وجدد رفض اتهام بلاده بتغذية الإرهاب نتيجة للفتاوى الصادرة من هناك وصمتها على ذلك ل''رغبتها في وصول الإسلاميين إلى السلطة في الجزائر''، مثلما اتهمت به سلطات المملكة·وأفاد السفير السعودي، خلال حديثه عن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب خلال نزوله ضيفا على ندوة بمقر الزميلة ''الجزائر نيوز ''سهرة الأربعاء، أن المملكة بذلت جهدا أمنيا خلال هذه الإستراتيجية من 2004 إلى غاية 2007 نتج عنه إحباط 220 مخطط إرهابي والقضاء على 172 عنصرا إرهابيا، مع مقتل 76 شخصا وإصابة 570 كما أدت أيضا إلى مقتل 80 رجل أمن وإصابة 370 آخرين· وأكد سامي عبد الله أن إستراتيجية مكافحة الإرهاب التي اتبعتها بلاده ترتكز على خمس محاور أساسية هي المحور الديني والتعليمي والفكري والإعلامي والإستراتيجي· حيث يخص الجانب الديني توحيد المرجعية الدينية في الفتوى وإعطاء صورة هامة للمسجد· أما الجانب التعليمي فيتمحور حول توعية الطلاب والتلاميذ في المدارس، بينما يتلخص الجانب الإعلامي في مساهمة وسائل الإعلام بمختلف أطيافها في رفع مستوى الوعي العام في المجتمع· وأضاف السفير أن الشق الفكري من الإستراتيجية يركز على تنظيم ندوات ومؤتمرات تتطرق إلى ظاهرة الإرهاب، في حين يقوم الشق الإستراتيجي على إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تمت الدعوة إلى إنشائه خلال المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب المنعقد في سنة 2005 في الرياض· ويهدف هذا المركز -الذي جلب العناصر الإرهابية التائبة أو الذين تم القبض عليهم عن طريق فالضربات الاستباقية -إلى مكافحة الإرهاب من خلال إتباع خطط إستراتيجية ومساعدة التائبين بالإضافة إلى مد يد العون إلى أسر عناصر الأمن والمواطنين الذين قضوا خلال العمليات الإرهابية· وبخصوص هذا المركز، أكد سفير المملكة العربية السعودية أنه استفاد منه 600 شخص من بينهم 109 أشخاص من ضمن العائدين من غوانتنامو· مشيرا إلى أن نسبة 2 بالمائة من خريجي هذا المركز الدولي ''عادوا إلى ممارسة الأعمال الإرهابية باليمن·'' وفيما يتعلق بالتعاون بين الجزائر والمملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، أكد السفير أن البلدين يربطهما تعاون في هذا المجال، مشيرا إلى أن فالجزائر لها تجربة رائدة تمتد على عدة سنواتف، ولم يشأ المتحدث الخوض في أوجه التعاون على وجه الدقة· وبخصوص اتهام السعودية بتغذيتها للفكر المتطرف المنتج للإرهاب من خلال فتاوى مشايخ السعودية، ذكر السفير أن مسألة الفتوى قد تم توحيدها في مرجعية واحدة ولذلك سيعاقب من يفتي خارجها· وأقر بوجود فوضى في الفتاوى من أشخاص يدعون أنهم من السعودية و هم خلاف ذلك· ليحمل السفير مسؤولية ذلك لوسائل الإعلام التي تقف وراء الترويج لتلك الفتاوى· وهو دليل ''براءة السعودية من تلك الفتاوى''·وفي سؤال بشأن صمت السعودية عن إدانة الإرهاب في الجزائر منتصف التسعينيات، واعتبا ذلك ''رغبة في وصول الإسلاميين إلى السلطة''، قال السفيرفهذا الكلام أفكار وأحلام يقع فيه البعض فريسة''··واستبعد السفير أن يكون تنظيم ''القاعدة'' مجرد وهم، وقال إنه يعتقد أن التنظيم ''حقيقة''·· وهذا الأمر هو الأقرب إلى الواقع لسبب ''تنظيم الأفراد وسرعة تحركهم''·