توقع خبراء الاقتصاد ومراقبون لأسواق النفط العالمية، أن تهوي أسعار البترول إلى مستويات دنيا تصل إلى 50 دولارا للبرميل الواحد، ما ينبئ بكارثة من شأنها أن تنسف باقتصاديات العديد من الدول المعتمدة بشكل كبير على عائدات المحروقات. ويترقب الخبير الاقتصادي كمال رزيق استمرار هبوط أسعار النفط في المرحلة المقبلة إلى مستويات دنيا، ليصل بذلك إلى 50 دولارا للبرميل بسبب الضغوط الكبيرة وسيطرة السعودية ودول الخليج على السوق النفطية في منظمة الأوبك، محذرا الحكومة من "كارثة" حقيقية تترصد بالاقتصاد الجزائري، وتقوده إلى الانهيار، في ظل اعتماد هذا الأخير على عائدات المحروقات بالدرجة الأولى. واعتبر رزيق أن الحكومة تأخرت كثيرا لإيجاد بدائل عن المحروقات، باعتبار أن بورصة النفط متغيرة وغير ثابتة وخاضعة لأحداث وتوترات سياسية، ما يتطلب من هذه الأخيرة التريث وإعادة دراسة ميزانياتها لعدم إرهاق الخزينة العمومية في ظل تقلص عائدات المحروقات بنسبة 40 بالمائة، قائلا:«الحكومة الآن بين نارين، نار تنفيذ التزاماتها أمام الجبهة الاجتماعية أو التقشف، وأنا لا أعتقد أنها ستلجأ إلى الخيار الثاني، ما سيجعلها تستنزف احتياطي صرفها، ما سيكون كارثيا بالنسبة للبلاد". وعن فشل الجزائر، فنزولا وإيران في إقناع دول الأوبك بخفض إنتاج النفط لإعادة الاستقرار لأسعار البترول التي هوت إلى مستويات دنيا خلال أشهر لم تشهدها هذه الأخيرة منذ 4 سنوات، قال رزيق إن هذا كان متوقعا باعتبار منظمة الأوبك أنها تخدم مصالح وأجندات بلدان أخرى على حساب مصالح بلدانها الأعضاء، ما يثبت حسبه نجاح ما أسماه "مؤامؤة خليجية أمريكية" ضد الدول الأعضاء. هذا وقد هوت أسعار النفط بأكثر من 8٪ بعد انتهاء اجتماع "أوبك" مباشرة لينزل خام "برنت" عن 72 دولاراً للبرميل وهبط الخام الأمريكي إلى ما دون ال69 دولاراً، حيث كانت الأسعار تهبط بصورة سريعة وحادة لم تشهدها الأسواق منذ سنوات طويلة.