نجحت الجزائر في حشد دعم أغلب دول العالم لمبادرتها الخاصة بإنهاء الأزمة في ليبيا، بعدما تمكنت من قلب موازين وجهات النظر لصالح المفاوضات، حتى أصبح الجميع ينادي بضرورة إيجاد حل سياسي لما يحدث في ليبيا، واحترام سيادة الدولة من خلال نبذ الحل العسكري والتدخل المباشر في شؤونها الداخلية. وكشف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أمس، عن وجود "تطابق تام" في وجهات النظر بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية حول ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، وأضاف في تصريح للصحافة عقب استقلاله لمساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالدفاع أمندا دوري، أن البلدين يشددان على أهمية البحث عن حل سياسي للوضع في ليبيا، عن طريق إطلاق مسار المفاوضات بين الفرقاء الليبيين، مركزا على ضرورة تشجيع الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لإطلاق المفاوضات التي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية. وتطرق مساهل رفقة المسؤولة الأمريكية، إلى أبرز القضايا الراهنة اهمها الوضع في ليبيا والساحل، موضحا بأنها الأهم بالنسبة إلى الجزائر باعتبار أن الأمن والاستقرار في المنطقة ككل مرتبط بهما، في إشارة إلى أن النزاعات تمثل مناخا مناسبا لتنامي خطر الإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكدا على ضرورة تعزيز الجهود لمساعدة ليبيا على تجاوز محنتها قائلا "لا بد أن تستعيد ليبيا استقرارها بسرعة لأنه ضروري وأساسي لمكافحة الإرهاب في المنطقة"، وأضاف بأن المشاورات بهذا الخصوص ستظل مستمرة بين الطرفين من خلال تبادل التحليلات والتنسيق لإنجاح مسار المفاوضات التي من شأنها أن تبقي على وحدة ليبيا وتضمن استقرارها. من جانبها، أبدت المسؤولة الأمريكية اهتمام بلادها بمناقشة المسائل الأمنية وتلك المتعلقة بالإرهاب وانتشار السلاح مع السلطات الجزائرية، مؤكدة على استعداد الولاياتالمتحدة للتعاون "عسكريا" مع الجزائر. وكانت مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالدفاع أمندا دوري، قد ترأست الوفد الأمريكي الذي زار الجزائر للمشاركة في الاجتماع السادس للحوار العسكري المشترك "الجزائر-الولاياتالمتحدة" بعد ذلك الذي عقد في أمريكا سنة 2012.