أعلن الرئيس التونسي المنتهية ولايته المنصف المرزوڤي عن تأسيس حراك شعبي أطلق عليه "شعب المواطنين"، وأكد أن الهدف منه هو الدفاع عن مبادئ الثورة ومنع عودة الاستبداد بعد فوز الباجي قايد السبسي بالرئاسة. وقال المرزوڤي في كملة ألقاها من شرفة مقر حملته لانتخابات الرئاسة بمدينة أريانة قرب العاصمة إن مهمة هذا الحراك ستكون قيادة الحركة السياسية ودعم الوحدة الوطنية، بعيدا عما سماها "الإيديولوجيات التافهة". وأضاف أن الحراك الذي أسسه ستكون ركيزته الديمقراطية الحقيقية الرافضة لعودة الاستبداد، ووعد بألا يخذل الشباب في تحقيق مطالبهم الشرعية والثورية. كما قال إنه سيحمي الشعب من الاستبداد والتخاذل والانتهازية، منتقدا ما سماها النخب الفاسدة. وكان المرزوڤي "69 عاما" قد ردد كثيرا في حملته لانتخابات الرئاسة عبارة "شعب المواطنين" التي قال إنها على النقيض من "شعب الرعايا". وعبر المرزوڤي وساسة وحقوقيون عن خشيتهم من أن تؤدي هيمنة السبسي "88 عاما" وحزبه نداء تونس على الرئاسات الثلاث "الدولة والحكومة والبرلمان" إلى عودة الاستبداد الذي كان قائما قبل الثورة. من جهة أخرى، قال المرزوڤي إنه قد يطعن في نتائج جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في حال تأكدت التقارير عن حدوث تلاعب بالسجل الانتخابي. وحصل الرئيس المنتهية ولايته في جولة الإعادة الأحد على 45٪ من الأصوات مقابل 55٪ للسبسي. من ناحية أخرى، يبدأ قريبا حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية الماضية مشاورات لتشكيل حكومة جديدة لم تتضح طبيعتها في ظل غموض يلف التحالفات السياسية المرتقبة، مع تأكيد أن نداء تونس لن يحكم وحده. وقال رئيس الحزب الباجي قايد السبسي بعيد الإعلان رسميا عن فوزه في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التي أجريت الأحد، إن قيادة الحزب ستجتمع للنظر في الشخصية التي سيتم تكليفها برئاسة الحكومة. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون التونسي مساء أول أمس، أن رئيس الوزراء القادم يمكن أن يكون من حزب نداء تونس أو من خارجه، مؤكدا أنه لن يكون من وزراء نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وكرر السبسي "88 عاما" تصريحات سابقة له بأن حزبه لن يحكم وحده. وكان حزب نداء تونس قد حصل في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أكتوبر الماضي على 86 مقعدا من مجموع 217 مقعدا في البرلمان الحالي، متقدما على حركة النهضة "69 مقعدا"، وحزب الاتحاد الوطني الحر برئاسة رجل الأعمال سليم الرياحي "16 مقعدا"، والجبهة الشعبية "15 مقعدا"، وحزب آفاق "8 مقاعد".