تعتبر ولاية سطيف من الولايات التي تعرف في كل دخول مدرسي جديد العديد من الاحتجاجات لاعتبارات عدة بسبب المشاكل التي كثيرا ما تترجم إلى حركات على مستوى البلديات الستين· ويرى المتابعون لملف التربية بالولاية، أن احتواء سطيف على نسبة كبيرة من المتمدرسين باعتبارها الأولى وطنيا من حيث عدد التلاميذ وعدد الهياكل، جعل السلطات عاجزة عن تحقيق التوافق بين كل ما يتم تجسيده كمشاريع وبين الأعداد الهائلة من التلاميذ· ونحن على أبواب الدخول المدرسي تضطرب قلوب الأولياء قبل غيرهم، باعتبار أن كل هذه المعطيات ستؤثر لا محالة على مسار أبنائهم رغم المصاريف المعتبرة التي يدفعونها، في ظل الغلاء الفاحش في الأدوات المدرسية والملابس والمآزر والكتب، تضاف لها مصاريف النقل والإطعام بالنسبة للبلديات التي لم تحقق التغطية في النقل المدرسي والمؤسسات التي تفتقد إلى نظام إطعام لجميع التلاميذ· لذا يرى الملاحظون ضرورة إجراء دراسة شاملة ومن خبراء في قطاع الشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم حتى يتم بناء وخلق حلقة تكاملية بين المشاريع وعدد المتمدرسين وبالتالي القضاء على مشاكل توزيع الكتاب وتوفير النقل والإطعام المدرسيين والقضاء على الاكتظاظ الذي يكون في كل دخول اجتماعي سببا في ثورة المؤسسات التربوية· فبوعنداس مثلا تعيش وتتنفس بثانوية تجمع 3 بلديات كاملة والثانوية الوحيدة تعرف أوضاعا كارثية لقدمها وانعدام سياسة الترميم، التوسيع والإصلاح، وآيت تيزي وآيث نوال او مزادة وبني موحلي وبني شبانة لا تملك ثانوية ولا تملك مخطط ضامنا لنقل التلاميذ وكثيرا ما ثار التلاميذ بها ضد كل هذا، وإن كان وضع المتوسطات أقل سوءا، فإن الطور الابتدائي يوضع في القائمة الحمراء، بحيث هناك العديد من القرى المترامية هنا وهناك وعلى بعد كيلومترات لا تملك ابتدائية، لا سيما بالمنطقة الشمالية الغربية والشرقية للولاية وما يزيد الأمر تعقيدا هو انعدام مخطط لنقل التلاميذ ما يجعلهم أمام هاجس عويص مع كل موسم دراسي وحتى ترميم بعض المدارس التي أغلقت سنوات الجمر ببني فودة بابور وحربيل وفنزات فلم يأت على أذهان المسؤولين حتى بعد عودة الأهالي إلى مواطنهم· نشير إلى أن قطاع التربية هذا العام سيتدعم ب15 مؤسسة تربوية جديدة منها 3 ثانويات بكل من بلدية عاصمة الولاية و ''صالح باي''· فيما سيتم استلام مؤسسات التعليم المتوسط ببلديات ''الطاية'' و''حمام السخنة'' و''الرصفة '' ، ''الحامة''،'' تيزي نبشار'' وكذا ''العلمة '' و''عين عباسة '' و''عين ولمان''، بالإضافة إلى '' قجال''، ''تالة ايفاسن'' وبذلك يرتفع عدد ثانويات ولاية سطيف إلى 78 ثانوية من شأنها استقبال 42 ألف تلميذ· كما تدعم الطور الابتدائي ب27 مدرسة ابتدائية جديدة، ليصل عدد المؤسسات في هذا الطور إلى 829 مدرسة تستقبل أكثر من 141 ألف متمدرس· كما تحصي ولاية سطيف 211 متوسطة·