وقعت نقابات التربية المستقلة، ميثاقا يكرس التضامن النقابي بين مختلف التنظيمات التي تنشط في القطاع، تضمن لائحة مطالب مشتركة تخص أهم الملفات التي لم تبت فيها الوزارة لحد الآن، وتقرر رسميا عقد لقاء في 22 جانفي الجاري، للفصل في تاريخ الإضراب الموحد الذي سيكون قبل نهاية الفصل الثاني. ونجحت نقابات التربية لأول مرة في تجاوز الخلافات التي طالما حالت دون توحدها في تكتل يمنحها وزنا نقابيا كبيرا من شأنه الضغط على الوزارة وإلزامها بمعالجة جميع مشاكل وانشغالات مستخدمي القطاع، تجنبا لهزات قوية ستقضي على الاستقرار في القطاع وبتوقيعها على الميثاق النقابي الذي يوحدها، تكون النقابات المستقلة في قطاع التربية قد خطت خطوة كبيرة في طريق تكتل نقابي من شأنه جعل الوزارة والسلطات العمومية إلى مراجعة حساباتها خاصة وأنها تعاملت في السابق مع كل تنظيم على حدى، في إطار سياسة فرق تسد رغم أن المشاكل مشتركة بين جميع مستخدمي القطاع. وورد في بيان للتكتل النقابي الجديد تسلمت "البلاد" نسخة منه، على هامش سلسلة من اللقاءات التشاورية بين نقابات قطاع التربية التي أفضت إلى إنشاء تكتل نقابي جديد يناضل من أجل كافة النقابات، على اختلاف انتمائها، أنه وفي ظل الأوضاع الاجتماعية المتدنية والظروف المهنية الصعبة التي يعيشها موظفو وعمال قطاع التربية جراء سياسة الأجور التي لا تتماشى مع القدرة الشرائية ومؤشر غلاء المعيشة وكذا الانعكاسات السلبية الناجمة عن إصدار المرسوم التنفيذي 12/240 المعدل والمتمم للمرسوم 08 / 315 المتعلق بالقانون الأساسي لمستخدمي التربية الوطنية غير العادل والمجحف في حق كثير من الأسلاك، تؤكد نقابات التكتل على ضرورة التحرك على مستوى القواعد التربوية للتحسيس والتجنيد تحضيرا للدخول في حركة احتجاجية موحدة قريبا في حال عدم استجابة السلطات المعنية للائحة المطلبية المشتركة. وندد التكتل النقابي، بسياسة التوظيف الهشة، التي تعتمدها الوزارة الوصية، التي تعتمد على الاستخلاف والتعاقد وعقود ما قبل التشغيل، وكذا سياسة الإقصاء والتهميش المتعمدة وفرض الأحادية النقابية في التفاوض من طرف السلطات العمومية في تحد صارخ لقوانين الجمهورية المقرة بالتعددية النقابية. وأضافت النقابة، أنه ووعيا من المنظمات النقابية المتكتلة بضرورة توحيد الجهود استجابة لتطلعات الأسرة التربوية والمتطلبات الراهنة التي تقتضي التعدد التنوعي التكاملي، وشعورا بالمسؤولية الملقاة على عاتق المنظمات النقابية لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لموظفي وعمال القطاع والدفاع عن مكتسبات المدرسة العمومية وترقيتها، كان لزاما على نقابات القطاع التكتل في تنظيم نقابي واحد، عقب جلسات تشاورية، تم من خلالها المصادقة والإمضاء على ميثاق الشرف للتكتل النقابي والنظام الداخلي، الذي من المنتظر أن يعقد جلسة عمل في 22 جانفي الجاري لدراسة اللائحة المطلبية المشتركة قصد اتخاذ موقف موحد يحقق مصالح موظفي وعمال القطاع، وتقرير خطوات الاحتجاج القادمة التي ستكون أقوى بتكتل النقابات.