السلطات الصحراوية ستقدم ملفا تفصيليا لمجلس حقوق الإنسان الأممي أعلن أمس رئيس جمعية عائلات المعتقلين والمفقودين الصحراويين، عبد السلام عمر، عن اكتشاف مقابر جماعية جديدة لمفقودين صحراويين بمنطقة سمارة في الصحراء الغربية، وأفاد الناشط الحقوقي أنه تم إخراج ست جثث لمفقودين من ثلاثة مقابر جماعية عثر عليها مؤخرا من طرف خبراء إسبان بالقرب من أمغالا. ومن شأن هذا الاكتشاف أن يميط اللثام للمجموعة الدولية عن صفحة سوداء وممارسات مصنفة في خانة الجرائم ضد الإنسانية من تاريخ الاستعمار المغربي للصحراء الغربية الذي تريد أن تتستر عليه الرباط بكل الوسائل. وأكد عبد السلام أن "عملية الاكتشاف هذه تمت في نوفمبر 2014 من طرف خبراء علميين اسبان ذوو شهرة عالمية قاموا بإخراج رفاة ستة مواطنين صحراويين تم اكتشافهم في ثلاث مقابر جماعية بفدرة لقية بمنطقة سمارة بالقرب من امغالا". وأوضح أن "الخبراء الاسبان يقومون حاليا بتحاليل جينية لتحديد هوية الجثث"، ويتعلق الأمر كما أوضح بعملية معقدة ستأخذ بعض الوقت"، مطالبا بتسليط الضوء على هوية هذه الاشخاص". وتأسف عبد السلام لكون الفريق الطبي الاسباني لم "يتمكن من توسيع أبحاثه إلى الأراضي المحتلة من طرف المغرب، حيث تتركز المقابر الجماعية". وندد بتمسك "المغرب بموقفه الرافض" للالتزام بالشرعية الدولية، مؤكدا أن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر". وأعرب رئيس جمعية عائلات المعتقلين والمفقودين الصحراويين بهذا الصدد عن استيائه لÇرفض السلطات المغربية السماح للمنظمات الدولية بالتوجه إلى الأراضي الصحراوية المحتلة وكشف الحقيقة حول الانتهاكات المرتكبة من قبل القوات المغربية". وحسب عبد السلام عمر تم إحصاء أكثر من 400 صحراوي كضحايا اختفاءات قصرية"، موضحا أن آخرين اختفوا إثر عمليات قصف الطيران المغربي بأم دريغة قلطة أو تيفاريتي سنة 1976. وتتهم جبهة البوليساريو المغرب بالتستر على مصير هؤلاء، خاصة وأن مصيرهم كان إما الإعدام رميا بالرصاص كما الحالات التي كشف عنها في التقرير، أو الموت في المعتقلات تحت التعذيب. وقدم المجلس الاستشاري المغربي لحقوق الإنسان لائحة تضم أسماء 207 أشخاص على موقعه الإلكتروني في ديسمبر 2010، وأشار إلى وفاتهم "بسبب الظروف" أو في "الحجر" دون إعطاء تفاصيل أخرى. ووردت في اللائحة أربعة أسماء من الضحايا الذين عثر عليهم في المقبرة الجماعية قرب السمارة. وتضاف هذه المقابر الجديدة المكتشفة إلى تلك التي اكتشفت في جوان الفارط، حيث تمكن الفريق الطبي الاسباني نفسه الذي يقوده الدكتور مارتان باريستان وزميله فرانشيسكو اتكسيبيريا، من تحديد هوية ثماني جثث لصحراويين قتلوا في فيفري 1976، وسبق أن تم فضح التجاوزات المغربية من خلال اكتشاف بداية 2013 مقبرتين جماعيتين بالقرب من السمارة. وتم العثور على بقايا 60 جثة على الاقل منهم أطفال. بينما سمحت عملية تحديد هوية 9 آخرين منهم بإقرار أن الأمر يتعلق بمدنيين صحراويين قتلوا على يد القوات المغربية خلال غزو واحتلال الصحراء الغربية. وستقدم الحكومة الصحراوية عبر جمعية أولياء المفقودين ملفا مفصلا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقد في جنيف، حول المقابر الجماعية للمفقودين، للحديث عن ضحايا الحرب المختفين قسريا على أيدي قوات الجيش المغربي، حيث تتحمل السلطات الإسبانية جزءا من المسؤولية، لأن كثيرا من المختفين اختطفوا قبل جلاء القوات الإسبانية. كما أنها ستدعو بعثة المينورسو ومنظمات حقوق الإنسان الدولية لزيارة المكان الذي تم اكتشاف فيه الرفات، بهدف فتح ملف المفقودين الصحراويين الذين تتستر عليهم الدولة المغربية، وتحاول عبر كل الطرق تضليل الرأي العام العالمي حول هذا الملف، الذي يدخل في نطاق جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية.