فشلت المشاورات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي جمال بن عمر بين مختلف الأحزاب اليمنية في التوصل إلى حل للازمة التي الناجمة عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح احتجاجا على سيطرة المسلحين الحوثيين على صنعاء. وفي المقابل، يستمر الحوثيون مع حلفائهم بممارسة الضغط على باقي المكونات عبر التلويح باتخاذ قرارات "حاسمة" في حال عدم التوصل إلى حل للازمة، فيما أشارت مصادر سياسية إلى رغبة الحوثيين في إعلان "مجلس رئاسي" للبلاد. وذكر مصدر سياسي أن الاجتماعات التي يقودها بن عمر منذ أكثر من أربعة أيام "فشلت حتى الآن في التوصل إلى حل للأزمة". وبحسب المصدر المشارك في الاجتماعات، فإن الحوثيين "يتمسكون بتشكيل مجلس رئاسي كبديل للرئيس هادي في حين تمسك ممثلو المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي صالح بالعودة إلى البرلمان للبت في استقالة الرئيس هادي". وقد تشكل العودة إلى البرلمان بحسب مصادر سياسية فرصة تمهد لترشيح احمد نجل الرئيس صالح لمنصب الرئيس. من ناحية أخرى، قامت عناصر من جماعة الحوثي أمس، بتفريق مظاهرة طلابية بالقوة، واعتقلت ناشطين بينهم فؤاد الهمداني وهويدا المذحجي في العاصمة صنعاء، بينما شهدت مدن يمنية أخرى مظاهرات منددة بسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود أن مسلحين حوثيين اختطفوا عدة متظاهرين، واعتدوا على آخرين بالسلاح الأبيض بينهم اثنان تم نقلهما إلى إحدى المستشفيات. وجاءت هذه المظاهرة التي شهدها شارع الرباط القريب من ساحة التغيير بصنعاء، بدعوة من نشطاء يمنيين استمرارا لرفض ما وصفوه بالانقلاب الحوثي على شرعية الرئيس والحكومة، ورفضاً لاستمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة ومحافظات أخرى بقوة السلاح. وفي تعز جنوب اليمن، تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي المسيرات والمظاهرات الرافضة لما يسميه الناشطون بالانقلاب. فقد خرجت مسيرة حاشدة السبت جابت شوارع المدينة وصولاً إلى مبنى المحافظة.