- ميليشيات "فجر ليبيا" تواصل الزحف نحو أكبر قاعدة غربي البلاد قال المحلل الأمني الأسترالي فولفانغ بوستاي، إنه رغم جهود بعثة الأممالمتحدة لإنهاء الأزمة في ليبيا، إلا أن احتمالات التوصل إلى سلام دائم مازالت ضعيفة، مشددًا على ضرورة زيادة الضغط الدبلوماسي من قبل المجتمع الدولي وفرض عقوبات قوية لمنع تجدد أعمال العنف. واستبعد بوستاي، الذي عمل ملحقًا للدفاع في ليبيا بين العامين 2007 - 2012، قبول قادة الفصائل والجماعات المسلحة تقديم تنازلات، معللاً ذلك بأن كل طرف يرى أنه الفائز في ميدان المعركة، ولهذا مازالت جميع الأطراف غير مستعدة للانضمام لمفاوضات حقيقية. وحذر الكاتب في مقاله بموقع معهد "أتلانتيك كاونسيل" من تعدد الأطراف المتنافسة، مؤكدًا أنها لا تقتصر على مجلس النواب أو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته فقط، بل تضم عددًا كبيرًا من القبائل والجماعات المسلحة والجماعات الجهادية السلفية التي لا تتفق مع بعضها في الأهداف نفسها، حتى وإن كانت داخل الائتلاف نفسه، فضلاً عن وجود تنظيم "داعش" داخل عدد من المدن الليبية، وقال بوستاي: إن "الضغوط التي تواجه تنظيم داعش" في سوريا والعراق ستجعله أكثر نشاطًا في ليبيا لاستهداف المصالح الغربية وموانئ النفط"، على حد قول الكاتب. وللخروج من هذا المأزق وإنهاء الصراع، يرى الكاتب في مقاله بموقع معهد "أتلانتيك كاونسيل" أنه على المجتمع الدولي أولاً دعم حكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليًا، إما عن طريق دعمها بالأسلحة أو المعلومات الاستخباراتية وتدريب القوات لمنع الجماعات الجهادية من تحويل ليبيا إلى ملاذٍ آمن لهم، مضيفًا أن غياب سلطة القانون تعرقل التنمية الاقتصادية وتزيد الأنشطة الإجرامية. ونوّه بوستاي بضرورة تجاهل المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومته نظرًا إلى تقاربهما مع الجماعات الجهادية السلفية، بالإضافة إلى دعم الجماعات المعتدلة في تحالف "فجر ليبيا" للضغط على باقي أعضاء الائتلاف لإنهاء الصراع. وثانيًا، القضاء على الجماعات المتطرفة، حيث يرى الكاتب أن الأولوية حاليا يجب أن تكون للقضاء على الجهاديين، مع الاستمرار في الدفع لعبور المرحلة الانتقالية وتحقيق الديمقراطية على المدى البعيد. ولتحقيق هذا الهدف يقول الكاتب: إن ليبيا والدول الغربية أمام اختيارين هما التدخل العسكري المباشر أو غير المباشر، فالتدخل العسكري المباشر قد ينتج عنه هجمات إرهابية ضد المصالح الغربية. أما التدخل العسكري غير المباشر فسيكون عن طريق هجمات دقيقة على مواقع إرهابية محددة، وهذا يتطلب متابعة استخباراتية دقيقة، بالإضافة إلى تحسين إجراءات مراقبة الحدود بالتعاون مع عدد من الدول المجاورة لمنع تهريب الأسلحة والوقود ووقف حركة المقاتلين. من ناحية أخرى، أعلنت قوات فجر ليبيا أنها أحرزت تقدما كبيراً من جميع محاور القتال في صبراتة خلال المعارك التي جرت اليومين الماضيين في صبراتة بمحيط قاعدة الوطية الجوية أكبر قاعدة عسكرية بغربي البلاد. وقال الطاهر الغرابي نائب رئيس المجلس العسكري بصبراتة إن قواته باتت قريبة من القاعدة الجوية، مشيرا إلى أن قوات ما يعرف بجيش القبائل تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وتمثل قاعدة الوطية الواقعة على بعد 140 كلم جنوب غرب العاصمة أهمية كبيرة لقوات فجر ليبيا، حيث تنطلق منها الطائرات لقصف المدن ومواقع القوة بحسب ما أكده قائد غرفة عملياتها حسين بودية.