إعادة طبع الكتب التراثية باسم مناسبات ثقافية إهدار للمال العام أنا أكثر جزائرية من واسيني ورشيد بوجدرة ظلم كثيرا يعتقد الروائي أمين الزاوي أن المجتمع الجزائري يحيا في ظل حالة انحطاط ثقافي كبير، ذلك أنه لا يهتم بالكتاب ولا يقرأ، ويعيش يعيش انفصاما في الشخصية "نفاقا وكذبا"، وأن اللغة الأدبية هي الوحيدة الكفيلة بلملمة هذا "الخراب". وقال هنا إن المتابع لأعماله الأدبية يتساءل بعد قراءتها "هل لهذا الحدّ نحن نحيا في جحيم؟"، ليكرر أن "غياب الاهتمام بالثقافة سبب انحطاط مجتمعاتنا، وذات يوم قال لي المرحوم بن بلة إن أزمتنا أزمة أخلاقية.. فأجبته؛ بل أزمة ثقافية". وتحدث الزاوي لدى نزوله ضيفا على "جمعية الكلمة للثقافة والإعلام" في الجزائر العاصمة لتنشيط ندوة حول أعماله، عن "الجرأة البالغة" في رواياته، وقال "أنا لا أمارس المعارضة فلست سياسيا، لكنني أمارس النقد بحس فني جمالي". وأوضح "إننا لا نقرأ كتبنا التراثية كجمهور قارئ.. الفقهاء كانوا أجرأ مني في تعرضهم لمفهوم الجسد.. وكل الحضارات تقريبا قامت على الجسد، والجسد له علينا واجب". وتحدث أيضا عن روايته "عسل القيلولة" الصادرة باللغة الفرنسية، حيث تروي حكاية شاب جزائري عاش بعاهة منذ كان طفلا "له تشوه في عضوه التناسلي"، فلم يكن معقدا منها بل بالعكس صارت عاهته مبعث فخر وقوة بعد أن عرفتها القرية كلها فصار يُشار إليه، حتى أن عائلته تقدّسه كذكر فيما تتعامل بنوع من الاحتقار للأنثى مهما كانت. ويعلق ضيف "جمعية الكلمة" هنا بالقول "أنا ضد الاستفزاز المجاني للقارئ، وكل استخدام من جهتي لثنائية المقدس/ المدنس؛ يأتي دوما بعد قراءات متواصلة وواعية للتراث والتاريخ والواقع أيضا". وعن تجربة ترجمة رواية "الخنوع" إلى الصينية، قال أمين الزاوي "لست أول جزائري تترجم أعماله إلى الصينية؛ بل أذكر الكاتب قدور محمصاجي الذي كان أول من ترجمت أعماله إلى الصينية من خلال روايته صمت الرماد". وأضاف في شق آخر من اللقاء الذي حضره أساتذة الجامعة ومثقفون وطلبة "روايتي الملكة الصادرة باللغة العربية، تتحدث عن تواجد الصينيين في الجزائر، ليس كوجود اقتصادي أو سياسي؛ بل كوجود عاطفي وإنساني من خلال علاقة حب جمعت جزائرية تدعى )سكورا( بمهندس صيني في الجزائر.. إن حضور الصينيين في حياتنا قوي، وبأبسط ملاحظة سنجدهم في كل مكان وزمان في بلادنا، حتى الممحاة في يد الطفل هي صناعة صينية.. حتى نافس هؤلاء الفرنسيين في معاملات الجزائر الاقتصادية.. إن )سكورا( المطلقة تكتشف مع الصيني حبيبها كم أن الرجل الجزائري جلف فتتحرر عن طريق هذا الغريب". وتحدث أمين الزاوي عن رأيه في أعمال بعض الكتاب الجزائريين على غرار واسيني الأعرج الذي قال بشأنه "كتابات واسيني لعرج شرقية، وأنا أكثر منه جزائريةً، لكن لكل واحد شخصيته". وبالنسبة لرشيد بوجدرة، قال "لقد ظُلم كثيرا لأنه لم ينل أي جائزة أدبية رغم أنه من أكبر كتابنا، وتجربته الأدبية تصل إلى 60 سنة". من ناحية أخرى، تحدث الزاوي عن واقع قطاع الثقافة ككل، وأكد أن الجزائر فشلت الجزائر في إيجاد جائزة أدبية محترمة كما فشل الوطن العربي في ذلك لأن "عقلية الشللية والعصب والمجموعات هي السائدة بين المثقفين في الوطن العربي". وقال أيضا إن بعض الكتاب العرب المدعوين إلى حضور نشاطات في بلادنا أشبه ب"الخردة" و"أتمنى أن تستفيد تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية من أخطاء تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وهي كثيرة مضيفا "أنا ضد إهدار أموال الدولة باسم مناسبات ثقافية؛ فإعادة طبع كتب قديمة ومن التراث هو إهدار للمال العام.. يجب أن نوجه هذه الأموال إلى طبع كتب جديدة".