تحويل آلاف الملايير إلى مشروعي بوينان وسيدي عبدالله من أموال بوغزول في خطوة مفاجئة، انتفض المجلس الشعبي الولائي بالمدية تنديدا بما وصفه بفضيحة مشروع بوغزول، فخلال الدورة الأولى في العام الجديد وأثناء تناول المجلس لملف المدينة الجديدة بوغزول الذي يشهد خلال الآونة الأخيرة تعطيلا مقصودا وتحطيما ممنهجا من المشروع "الحلم" الذي بلغ عمره النصف قرن دون التجسيد على حد تعبير المتدخلين في نقاش القضية، فقد خلص أعضاء المجلس الولائي ببيان شديد اللهجة تم من خلاله مناشدة المعنيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية والوزير الأول للتدخل لوضع حد لمن سماهم البيان بأياد نافذة على المستوى المركزي، وهي التي تسعى لتحويل هذا المشروع إلى مجمعات سكنية وفقط، حيث تم التطرق إلى عدد من المؤشرات الحقيقية التي باتت تتهدد هذا الحلم اتهم البيان صراحة أطرافا على المستوى المركزي واصفا إياها بالبيروقراطية، والعاملة على عرقلة المشروع، مستدلين بمحاولات ضرب استقرار جهازه المسير، في إشارة إلى إحالة مدير تسيير المدينة الجديدة ببوغزول على التقاعد في ظروف غامضة وهو الذي لم يمض على قرار تعيينه بها أكثر من 3 أشهر، كما تساءل أعضاء المجلس في بيانهم عن سبب إطالة مدة تسليم المهام بين وزارة تهيئة الإقليم المشرفة سابقا على ملف المدن الجديدة ووزارة السكن بصفتها المكلفة بالإشراف عليها حاليا، والذي ترتب عليه توقف عدد من المقاولات الأجنبية المكلفة بالإنجاز وعودتها إلى ديارها، وما يخلفه ذلك التوقف من آثار سلبية على الأشغال المنجزة من قبلها وتعرضها للتدهور وبالتالي ضياع أغلفة مالية من ميزانية العمليات، مثلما هو حاصل مع الشركة البرتغالية المكلفة بتهيئة بحيرة المدينة الجديدة، التي حزمت أمتعتها ورحلت منذ مدة تاركة الأشغال في النصف ومعرضة للتلف والتدهور. وقد تطرق البيان لقضية الاستثمار التي كان يفترض أن تنطلق بالمدينة الجديدة وبالرغم من أن عملية إنجاز هذه المدينة الحضرية الموكلة لشركة "دايو انرجي اند كونستركشن" بات يشوبها الكثير من اللبس والقيل والقال حول عمليات نهب واختلاس، حيث أثار أحد نواب البرلمان عن ولاية المدية في برلمان العام الفارط قضية اختفاء 8.2 مليون دولار التي قدمتها هيئة البيئة العالمية لواحدة من الشركات التابعة لمصالح ولاية الجلفة سنة 2008 بغرض تشجير المنطقة، إلا أنه وإلى يومنا هذا لم يتم القيام بالعملية، مشيرا إلى أن الأشجار التي غرست في المحيط الخارجي للمدينة هي لخواص منحت لهم في إطار الامتياز الفلاحي، حيث تطرق لمئات الملايير التي صرفت في فواتير وهمية استلمها مقاولون بسجلات تجارية وهمية وحديث عن المقر المستقبلي للمدينة الجديدة الذي يفترض أن يحتضن الإدارات الرئيسية، حيث توجد فواتير بمبلغ 195 مليار سنتيم لأشغال مبنى مقر المدينة الجديدة، وعلى الواقع لا أثر لهذه البناية. وأعرب البيان عن قلق سكان المدية وممثليهم من تعطيل أكثر من 30 مشروعا ضخما أودعت ملفات الاعتماد الخاصة بها على المستوى المركزي، خصوصا أنها مشاريع جادة وكبيرة في مجالات التكنولوجيا، الصناعة التكنولوجية تسمح بتوظيف 20 ألف منصب. وعن الغموض الذي بات يكتنف هذه المشاريع المعلقة على مستوى الوزارة التي قال عنها بيان المجلس الولائي إنها تسعى إلى بسط كثير من الغموض على مشروع مدينة بوغزول، وهي الشخصيات التي لا تعرف من بوغزول إلا الاسم في إشارة إلى عدم زيارة هذه المدينة، وختم البيان بدعوة الجهات الوصية إلى إيفاد من يمكنه تقدير الوضع ميدانيا واستدراك الوضع استعجالية، لإماطة اللثام عن كثير من الشكوك التي تحوم وراء هذه النوايا السيئة وتعجل بإزاحة الشك والمخاوف، وقد رفض النواب خلال مداخلاتهم إفراغ مشروع مدينة بوغزول من مقدراته ومشاريعه الضخمة وتحويله إلى مجمع سكني، على غرار مدينة سيدي عبد الله أو مدينة بوينان الجديدتين، رافضين ما يشاع عن إمكانية تصفيته وشطبه، مثلما حصل مع مشروع المركز الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي يعتبر مشروعا ضخما بمديريات سبع، مسجل على عاتق مدينة بوغزول وفرغت الدراسة منه، قبل أن يجري تحويله للإنجاز بمدينة سيدي عبد الله، ونفس المصير لقيه مشروع المرصد الوطني للمدينة الذي يوجد في مرحلة الإعلان عن مناقصة إنجازه، قبل أن يحول للإنجاز بمدينة سيدي عبد الله دائما. وقد طرح النواب تساؤلات عن تحويل غلاف مالي يقدر ب 1500مليار سنتيم من ميزانية عمليات مدينة بوغزول إلى كل من سيدي عبد الله وبوينان. وقد تطرق أعضاء المجلس الولائي لضرورة تدخل الوصاية لإماطة اللثام حول أسباب تقليص أشغال البرج مقر مؤسسة المدينة الجديدة من 17 طابقا، والاكتفاء ب11 طابقا التي أنجزت فقط، خصوصا أن البرج رصد له ما يقارب 1000 مليار سنتيم، ويعول عليه في محورية انتشار المرافق والبنايات بالمدينة الجديدة. كما أثار توقف الأشغال بالمدينة الجديدة بوغزول التي يفترض بها أن تكون أحد أهم الأقاليم بالهضاب العليا بهدف ترشيحها أن تكون مركزا ماليا عالميا ومدينة إيكولوجية تعتمد بشكل أساسي على الطاقات المتجددة "إذ تبلغ مساحتها هكتار منها 4600 هكتار قابلة للاستيطان، ليتبين في الأخير أن هذا المشروع الذي طالما علق عليه سكان الهضاب العليا الآمال بات مجرد سراب وحلم صعب التحقيق بسبب بيروقراطيات ونوايا سيئة تعتري بعض الشخصيات النافذة التي بات همها الوحيد إفراغ هذا المشروع الضخم من محتواه وتوجيه بعض مشاريعه والأموال المخصصة له إلى العاصمة والبليدة لكل من بوينان وسيدي عبدالله، مثلما حصل مؤخرا من اقتطاع 5000 مليار سنتيم من مشروع مدينة بوغزول الجديدة، وهي الأموال التي تحوّلت بقدرة قادر إلى حساب غلاف المدينة الجديدة في بوينان، وهو الاقتطاع الذي أثار جدلا في أوساط مهتمين بمثل هذه المشاريع، خاصة من ناحية أن مشروع بوغزول قديم، ثم إن الانطلاقة به ما تزال متعثرة، ولايزال يراوح مكانه، مؤكدين أن النوايا باتت واضحة في إيلاء أهمية للمدينتين الجديدتين على حساب بوغزول لأسباب جغرافية وسياسية، وأن هذا المشروع قد تم إجهاضه للمرة الثالثة بعد ما أجهض في وقت هواري بومدين والشاذلي، ليتم وأده هذه المرة بعد إجراء كافة الدراسات وإعطاء إشارة الانطلاق به ومن ثمة إفراغه من محتواه وإبقائه مجرد مجمعات سكنية قد لا يتم انتهاء الأشغال بها هي الأخرى ليصير هذا المشروع الضخم مجرد جسر لتحويل الأموال إلى مشاريع أخرى وصورة من صور تبديد المال.