عاود المترشح عبد العزيز بوتفليقة مهاجمة الجماعات الإرهابية. وخاطب سكان ولاية الشلف، التي حل بها أمس، قائلا ''لقد ذقتم الأمرّين من أبنائنا الذين خرجوا عن الصف، وفعلوا بنا ما فعل سيدنا عليّ بالكفار''، مضيفا ''ليست لنا أحقاد على هؤلاء، لكن نوكل عليهم ربي''. كما أرجع المتحدث، خلال تجمع انتخابي نشّطه بالمركز الثقافي الإسلامي بالشلف، كون هذه الولاية من بين أكثر الولايات تضررا من الإٍرهاب، إلى تراكمات تاريخية، وهذا حين أشار من طرف خفي إلى المواجهات التي كانت المنطقة مسرحا لها بين أتباع بلونيس ومجاهدي جيش التحرير خلال ثورة نوفمبر. وقال إن الشلف ''بلد المجاهدين حقا، لكن وقعت فيها مشاكل خطيرة في حرب التحرير، ألقت بظلالها على مرحلة ما بعد الاستقلال، فقد لاحظتم ما حدث في المأساة الوطنية، لما كانت الولاية من أكثر المناطق تضررا''. ووّجه المتحدث، ضمن هذا السياق، ''تحية عطرة إلى أبنائنا في الجيش الوطني الشعبي، وقوات الأمن، والباتريوت، لما بذلوه من جهود في حماية الوطن، ولولا جهودهم لانهارت الدولة، ولن تنهار اليوم ولا غدا بفضلكم جميعا''. من جهة أخرى، وعد المترشح سكان الولاية بالتسوية النهائية لمشكلة السكنات الجاهزة، التي كانت أحد إفرازات الزلزال الذي ضرب المنطقة في العام .1980 لكنّه أبدى في الوقت ذاته امتعاضه مما وصفه ب''تسييس القضية''. وأوضح بوتفليقة أنه ''لا بد من حل الموضوع، لكن لا حل بدون مساعدة المواطنين، لأن هذه قضايا لا تسيّس بل هي أمور ملموسة''. وأضاف ''هو مشروع لا بد من أن نكمله، حتى لا يبقى تجارة عند هؤلاء وأولئك، فالبعض يسيّسون أمراضنا وآلامنا ومشاكلنا، لكن نحن لا نسيّس بل نحل المشاكل بالتدريج''. كما أهاب المتحدث بالسكان تفهم متطلبات حل المشكلة ''منذ سنوات ونحن نبحث عن حل للمشكلة، كلما وجدنا حلا قالوا لا يعجبنا، نحن مستعدون لإيجاد هذا الحل، لكن علينا أن نتصل بالمهندسين المعماريين، ومن يفهمون في تخطيط المدن وتنظيمها''. وكانت الشلف قد شهدت احتجاجات عنيفة، في شهر مارس من العام المنصرم، قام بها مواطنون لا يزالون يقيمون في سكنات البناء الجاهز التي تم إيواؤهم بها عقب زلزال ,1980 ولم تتم إعادة إسكانهم في بيوت لائقة رغم مضي ما يقرب الثلاثة عقود، ورغم أن فترة صلاحية هذا النوع من البناءات لا تتعدى العشر سنوات. وخص المترشح بوتفليقة باستقبال شعبي بالشوارع الرئيسية لمدينة الشلف، التي غادرها بعد ذلك متوجها إلى عين الدفلى، حيث حظي هنالك أيضا باستقبال مماثل.