أوضح المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا، برناردينو ليون، أنَّ الجماعات المتطرِّفة تستغل حالة الفوضى والحرب للتمدُّد في ليبيا. وقال "الجميع يدرك أنَّ تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى مثل القاعدة تستغل حالة الفوضى والحرب والمشاكل السياسية التي تشهدها ليبيا للتمدُّد في البلاد، وبالتالي فإنَّ الأولوية الآن تكمن في الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن هنا تأتي أهمية اجتماع الغد في المغرب". وشدَّد ليون في تصريحات لوكالة "أنباء الشرق الأوسط » المصرية، أنَّ محاربة الإرهاب في ليبيا أمرٌ ضروري وتتطلب تعاون المجتمع الدولي لأنَّ الجميع يدرك ما ارتكبه تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وقد يقوم بنفس الأمر في ليبيا. ووصف المبعوث الأممي مصر بأنَّها دولة جوار مهمة بالنسبة لليبيا وتلعب دورًا مهمًّا للغاية، معتبرًا أنَّ مساندة مصر الحل السياسي في ليبيا يعدُّ أمرًا بالغ الأهمية. وقال ليون "مصر تقوم بدور نشط وفعَّال في دعم مهمة بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا والحوار السياسي، وهذا أمرٌ مهمٌّ لأنَّ مصر تقوم بدور كبير في ليبيا وهي اللاعب الأهم في المنطقة". وأكد المبعوث الدولي لدى ليبيا مجدَّدًا أنَّ الحوار يعد الوسيلة الوحيدة المجدية لإيجاد حلٍّ سلمي للأزمة السياسية التي تمرُّ بها ليبيا ووضع حدٍّ نهائي للنزاع العسكري الذي سبب كثيرًا من المعاناة للشعب الليبي. وعن رؤيته لمشروع القرار العربي محل التشاور حاليًّا بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا، أوضح ليون أنَّ المجلس يواصل مناقشة مشروع القرار حاليًّا، معربًا عن اعتقاده بأنَّه يتعيَّن على المجتمع الدولي أنْ يتحرك لمجابهة الإرهاب. وقال إن "هذا مبدأ ضروري، وفي الوقت نفسه لابد من مساندة الحوار السياسي باعتباره مفتاح الحل في ليبيا وهو ما سبق أنْ أكدنا عليه في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حول ليبيا"، مؤكدا أنَّ "جولة الحوار في المغرب غدا، أي اليوم الخميس، ستركِّز بشكل أساسي على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وضمان وقف إطلاق النار وسحب الميليشيات من المدن والبلدات". وحول الخطوات التالية التي تعتزم منظَّمة الأممالمتحدة اتخاذها في حال فشل اجتماع المغرب، خاصة مع تزايد وتيرة الإرهاب في البلاد، قال المبعوث الدولي "إننا سنجتمع أولاً في المغرب ثم سنرى ما الخطوات الواجب اتخاذها على ضوء هذا اللقاء ومخرجاته، إذ أنَّه من الصعب في حالة ليبيا أنْ نحدد سيناريو معينًّا". من ناحية أخرى، قال وزير النفط الليبي إن محيط حقلي المبروك والباهي "جنوب شرق مدينة سرت" يشهد توترا أمنيا، عقب اشتباكات بين قوات فجر ليبيا ومجموعة مسلحة يعتقد أنها تنتمي لتنظيم "داعش"، بينما قتل اثنان من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غرب بنغازي. وأكد الوزير أن الحقلين خاليان حاليا بعد انسحاب العاملين فيهما جراء الاشتباكات التي توقفت بسبب نقص الذخيرة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي علي الحاسي، تصريحات أكد فيها سيطرة جماعات مسلحة وصفها بالمتطرفة على حقلي المبروك والباهي. وذكر الحاسي أن هذه المجموعة تتجه للسيطرة على حقل الظهرة النفطي بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسته نتيجة نفاد الذخيرة".