هاجم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن اعتبرهم موالين له. واتهم صالح في خطاب ألقاه خلال لقائه بوفد من شباب محافظة تعز صباح اليوم الاثنين، هادي والموالين له بأكل أموال الشعب وثرواته ووقف الاستثمارات وضرب السياحة في اليمن. وألقى باللائمة على هادي ومن شاركه في إدارة البلد بتردي الأوضاع في اليمن بسبب ما وصفه بسوء الإدارة وعدم مراعاة الشعب وحقوقه، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى تدمير الطرقات والجامعات والمعاهد. وطالب صالح المسؤولين اليمنيين الذين غادروا صنعاء إلى عدن بأن يفرّوا بأموالهم، مشبها إياهم بخصومه الجنوبيين الذين توجهوا إلى عدن عام 1994 بعد حرب بهدف فصل جنوب اليمن عن شماله. وتوجه صالح بحديثه إلى هادي مطالبا إياه بمغادرة البلاد بعد فشله في إدراتها وتركها لمن يستطيعون إدارتها، مشيرا إلى أنه سيضمن له مغادرة آمنة. وحذر صالح من أن في اليمن عاصمة واحدة هي صنعاء ولن يقبل هو ولا حزبه "المؤتمر الشعبي العام" ولا الشعب اليمني بأن تتحول العاصمة إلى عدن أو إلى أي مدينة يمنية أخرى. وفي الأثناء، رحبت قوى سياسية يمنية بإعلان مجلس التعاون الخليجي استعداده لاستضافة مؤتمر للحوار اليمني في الرياض، كما رحب وزراء الخارجية العرب ومجلس التعاون بالدعوة اليمنية، في حين رفضت جماعة الحوثي نقل الحوار إلى خارج العاصمة صنعاء. ودعا المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي كافة الأطراف والقوى السياسية اليمنية إلى التعاطي إيجابيا مع قرار مجلس التعاون، مشيرا إلى أن الحوار الجاري في صنعاء لم يحقق أي نتائج ملموسة حتى الآن. ومن جهتهم، رحب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع لهم في القاهرة بإعلان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز استضافة الرياض مؤتمرا يجمع الأطراف اليمنية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وأكد بيان لوزراء الخارجية العرب رفضهم أيَّ تدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وحرصَهم على وحدته وسيادته، كما شدد على ضرورة الاستمرار في دعم ما اعتبرونها الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومساندة جهوده الوطنية لاستئناف العملية السياسية. وأعلن الوزراء في البيان رفضهم التام لما أقدمت عليه جماعة الحوثي مما وصفوها بخطوات تصعيدية أحادية الجانب من بينها "الإعلان الدستوري"، الذي اعتبره البيان انقلابا على الشرعية، كما طالبوا الجماعة برفع الإقامة الجبرية فورا عن رئيس الوزراء خالد بحاح وباقي الوزراء والمسؤولين المحتجزين. كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني عن ترحيب المجلس برغبة الرئيس هادي عقد الحوار بالرياض بمشاركة كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره. وفي مداخلة له أمام الاجتماع الوزاري العربي الاثنين -الذي شارك فيه تلبية لدعوة من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي- دعا الزياني كافة الدول العربية إلى دعم هذه الاستجابة الخليجية. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى المحافظة على أمن واستقرار اليمن وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وعدم التعامل مع ما يسمى ب"الإعلان الدستوري" الذي أصدره الحوثيون. وفي المقابل، وتعليقا على هذه الخطوة، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي إن مجلس التعاون الخليجي في الرياض لا يقف على الحياد في اليمن.