يستغرب الكثير من الجزائريين كيف يقوى المغاربة على إدراج تعليقات عدائية تنم عن حقد دفين ضد كل ماهو جزائري في مواقعهم الإلكترونية وفي بياناتهم الرسمية، حيث تتعدى درجة العداء المغربي للجزائر كل مستويات العداء المتعارف عليها، تعاليق ومواقف تطيح بكل الروابط المشتركة بين الشعبين والبلدين، وتنسف كل ما يحمله أرشيف النضال المغاربي في تاريخ البلدين، ذلك أن المغرب لا يريد للجزائر مواقف سيادية في مسائل الاستعمار لدرجة أنه يتحرج كثيرا من بيانات المقاطعة ومواقف الشجب الصادرة من الجزائر فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. أما عندما يتعلق بمواقف الجزائر من الاستعمار المغربي للتراب الصحراوي، فذلك يعني إعلان حرب يشنها المغاربة في الأرض والسماء على الجزائر. لقد كشفت واقعة المنتدى الاجتماعي في تونس ومحاولة المغاربة جر الجزائريين لنقاش عقيم، عن مستوى العداء الذي تشبع به المغرب الرسمي اتجاه الجزائر على الرغم من العلاقات الاجتماعية المتواصلة والمترابطة بين الشعبين، المغرب الرسمي يبني جدارا من العداء بين الشعبين، ويحاول في كل مرة جر الجزائريين إلى نقاش تم طي ملفه، بل ويستعدي الرأي العام في المنتديات العالمية ضد الجزائر، و لولا استعداء المغرب الرسمي بلغة التحريض ضد الجزائريين ما قع الصدام في تونس، ذلك أن المغاربة يعملون دوما على محاولة الظهور في صورة المعتدى عليه، فقد تحول النقاش من الأقاليم الصحراوية إلى التطاول على الجزائر وشعبها، وهو التطاول الذي رفضه كل جزائري حضر المنتدى، ولا يمكن اليوم القول إن الجزائريين اعتدوا على جيرانهم في تونس دون التطرق لحقيقة الصورة الكاملة وما جرى قبل وقع الصدام بين الطرفين. المغرب الرسمي مثلما سبق الإشارة إليه، هو مغرب متناقض مع ذاته، ففي الوقت الذي يخاطب فيه الرأي العام العالمي على أنه مستعد للحوار وحسن الجوار يعمل دوما على تقويض كل محاولات بناء علاقات متميزة للجزائر مع المغرب، وفي الوقت الذي تعمل فيه الجزائر على محاولة التقرب أو تقريب جهات النظر حول المسائل الكبرى و تجاوز النقاط الخلافية إلى موطنها الحقيقي وفضاءاتها المعروفة يعمل المغرب على تحوير وتحويل النقاش من وجهة إلى أخرى، وهذا ما يؤدي في النهاية إلى التوتر الدائم الذي يسعى المغرب إلى الحفاظ حول مستوياته بتغذية الخلافات بواسطة التصريحات الاستفزازية الصادرة عن أعلى مستويات الدولة المغربية، بما يعني إعلان حرب حقيقية على الجزائر في كل الاتجاهات. المنتدى يعتزم مقاضاة مشاركين بتهمة الإخلال بالنظام أزلام المخزن يفبركون قضية وهمية للجزائريين بتونس قرر المنتدى الاجتماعي العالمي، مقاضاة الجزائر، بتهمة خلق بعض المشاركين الجزائريين للفوضى والإخلال بالنظام العام، نتيجة اعتداء هؤلاء على المغاربة، بسبب قضية الصحراء الغربية. القضية التي حبكها المغاربة بإحكام دفعت برئيس المنتدى الى عقد اجتماع طارئ ضم رئيس الوفد الجزائري، برلمانيين ، ممثلي المجتمع المدني والطرف المغربي، تم خلاله التطرق إلى تفاصيل المشكل الذي وقع بين الجزائريين والمغاربة خلال فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، واتهم المنسق العام للمنتدى، الجزائريين، بخلق الفوضى في ورشات المغاربة، الأمر الذي جعل الجزائريين الحاضرين يمتعضون من الأمر ويعتبرون أن الاتهامات الموجهة لهم ما هي إلا ألاعيب محبوكة بإحكام من قبل المغاربة. من جهته، رافع رئيس الوفد الجزائري، علي ساحلي، لصالح الجزائريين، وقال إن الاتهامات الموجهة للجزائريين خطيرة وأن الوافدين على المنتدى إنما جاؤوا لمساندة تونس والوقوف الى جانبها بعد الاعتداء الإرهابي الأخير على متحف باردو. من جانبهم المغاربة أفادوا أنهم اودعوا شكوى لدى محكمة العدل الدولية لاسترجاع حقوقهم وإنصافهم بعد الاعتداء بالضرب والسب وحتى إشهار الأسلحة البيضاء في وجوههم، حسبهم، لتتحول بذلك قاعة الاجتماع إلى فوضى عارمة نتنيجة الاحتجاج على الاتهامات، ليرفع الاجتماع ويبقى الجزائريون في قفص الاتهام. وأفاد بعض الجزائرييين الذين قابلتهم "البلاد" أن المغاربة يتعمدون استفزازهم بالصور والادعاءات الكاذبة حول قضية تندوف والصحراء الغربية، مؤكدين أن مشاركتهم في المنتدى جاءت بغية الالتقاء وتبادل الأفكار وتجارب الجمعيات الأجنبية للخروج بنتيجة إيجابية، إضافة إلى الوقوف إلى جانب تونس الشقيقة في محنتها مع الإرهاب. مبعوثة "البلاد" إلى تونس/ مدينة بشيري