قانة ل"البلاد": لم أفكر بعد في سياسة عمل أو خطة جديدة للتسيير عينت منذ أيام وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، ياسر عرفات قانة مديرا جديدا على رأس المكتبة الوطنية، التي ظل منصب إدارتها شاغرا لفترة طويلة. وفي حديث ل "البلاد"؛ قال المدير الجديد للمكتبة الوطنية الذي كان يشغل منصب نائب مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، إنه لم يفكر بعد في سياسة عمل أو خطة جديدة لتسيير هذا الصرح لأنه لم يمض أسبوع على تعيينه. وتعاقب على إدارة المكتبة الوطنية الكثير من الأسماء، حيث يعتبر العلامة إبراهيم بيوض أول جزائري تولى منصب إدارة المكتبة الوطنية بعد تسليم إدارتها للجزائريين بشكل كلي، وتوالى على هذا المنصب العديد من رجال الفكر والثقافة الجزائريين على غرار الأخضر السائحي، الدكتور أحمد حمدي، وصولا إلى الدكتور أمين الزاوي الذي إقالته من منصبه الوزيرة السابقة للثقافة خليدة تومي إثر خلافات كبيرة بين الطرفين، وبعده الأديب عز الدين ميهوبي الذي غادرها بعد تعيينه على رأس المجلس الأعلى للغة العربية، وهو مؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية. وشهدت كل فترة من فترات هذه الإدارات كثيرا من التقلبات والمشاكل وتباينا كبيرا في الرؤى ووجهات النظر حول الطريقة المثلى لإدارة هذا الجهاز العلمي. ولعل أشهر القضايا في هذا الموضوع قضية الأديب أمين الزاوي الذي أقيل من منصبه بعد تحميله مسؤولية تصريحات أحد ضيوف النشاطات الثقافية التي كان ينظمها، ويتعلق الأمر بالشاعر السوري ذائع الصيت "أدونيس" الذي حاضر حينها عن "المرأة في القرآن الكريم"، واعتبرت تصريحاته "استفزازية جدا"، ما دفع بتومي إلى كتابة تقرير "أسود" عن الحادثة، ليصدر قرار تنحية الزاوي لاحقا. وتأسست المكتبة الوطنية الجزائرية في 13 أكتوبر سنة 1835 بالتزامن مع المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، وذلك بقرار من وزير الثورة الفرنسي آنذاك "أدريان باربروغر"، وتمثلت أولى خطوات إنشاء المكتبة بجمع عدد كبير من أمهات الكتب الأوربية، والإغريقية ذائعة الصيت آنذاك. كما احتوت رفوف المكتبة على مخطوطات هامة من أمهات كتب التراث العربي والجزائري، وبقيت المكتبة تنتقل من مكان إلى آخر إلى أن منحت مقرا مستقرا سنة 1863 في قصر الداي مصطفى باشا، وفي سنة 1958 نقلت إلى مبنى في شارع فرانس فانون، وبقيت المكتبة الوطنية خاضعة لقانون التسيير الفرنسي إلى غاية سنة 1972. وبعد إلغاء كل القوانين الفرنسية المسيرة للهيئات الوطنية ضلت المكتبة تتخبط في فراغ قانوني ليتم بعدها في سنة 1985 الإعلان عن مشروع الإيدع القانوني المنظم لشؤون الهيئة. وبعدها بسنة واحدة بدأ مشروع بناء مكتبة وطنية جزائرية، والتي تم تدشينها في 1 نوفمبر 1994 في الموقع الجديد المتعارف عليه والمتواجد بالحامة.ا