الائتلاف السوري يقبل دعوة دي ميستورا لمفاوضات منفصلة انضم صحافي أردني مقرب من الرئيس السوري بشار الأسد إلى مجموعة "العاتبين" على طهران، بسبب تراجع دعمها الملحوظ للرئيس السوري ويفجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما يؤكد أن ديون وقروض إيران الممنوحة لدمشق، لم تتم إلا بعد أن رهنت الحكومة السورية مبانيها وعقاراتها مقابل الدَّين. ويأتي هذا، بعد ورود عدة إشارات، في الإعلام السوري، وفي الصحف اللبنانية المقربة من النظام، وارتفاع صوت الاحتجاج على تعامل طهران مع دمشق، في مقابل تحسن علاقتها مع أنقرة. وكان الصحافي الأردني المقرب من الرئيس السوري، ناهض حتر، قد نشر مقالا أمس، في صحيفة "الأخبار" اللبنانية والتابعة ل"حزب الله" يعبّر فيه عن مجموعة من الانتقادات لطهران بسبب حماسها لتحسين علاقتها مع تركيا على حساب حليفها الوحيد الذي سماه الكاتب "الحصان الوحيد"، من خلال عدة ملاحظات أجملها الصحافي الذي سبق والتقى الرئيس السوري في دمشق، بعدة نقاط، أبرزها من خلال ما اعتبره "الغزو التركي" المكشوف "بالعين المجردة". ومع ذلك: "لم تنبس طهران بكلمة واحدة نحوه. فهي التزمت الصمت، أيضا، عند قيام الأتراك، العام الماضي، بغزو مماثل لمنطقة كسب الحدودية". ويشير الكاتب إلى اقتراب طهران أكثر من أنقره، وتجاهلها حليفها الأسد، بينما يتقدم الأتراك في مشروعهم و: "ينأى الإيرانيون بأنفسهم عن المشهد". وللإشارة أكثر إلى حجم الاعتراض، وحقيقة الموقف ما بين طهرانودمشق في الأسابيع الأخيرة، وتحديدا بعدما لاح في الأفق إمكان توقيع الجمهورية الإسلامية اتفاقا نوويا ما مع الدول الكبرى، يفسّر حتر عزوف طهران عن تقديم دعم عسكري فعّال لنظام الأسد، بأن :"تركيا هي شريك اقتصادي رئيسي لإيران" وأن الدول: "تظل في النهاية أسيرة لمصالحها" معبّرا عن طبيعة المفاجأة السياسية في سلوك طهران نحو دمشق وتقديم مصالح دولة إيران على مصالح الدولة السورية، بأن "هذا درْس جديد على الوطنيين العرب أن يتعلموه". إلا أن الكاتب المقرب من الرئيس السوري، لم يكتف بإيراد مجموعة ملاحظاته التي توضح تخلي طهران عن الأسد واقترابها أكثر نحو تركيا، بل يذكر أن للسوريين: "الفضل الأكبر في تمكين إيران من توسيع دورها الإقليمي وإمكانية حصولها على اتفاق نووي معقول"، موضحاً حقيقة الدعم العسكري والاقتصادي الإيراني، للنظام السوري، ويفجر مفاجأة في هذا المجال، في تأكيده أن معظم الدعم العسكري والاقتصادي الإيراني، للسوريين، تمّ: "بشروط تجارية، بما فيها من رهن لأراض وعقارات حكومية، مقابل الديون". وهي المرة الأولى التي يخرج فيها، إلى العلن، أن الدولة السورية ترهن مبانيها الحكومية وعقاراتها العامة، مقابل الديون الإيرانية، ما يعزز المخاوف من استفحال النفوذ الإيراني في سوريا إلى الدرجة التي تمكّن طهران من امتلاك أراض سورية وعقارات حكومية وخاصة، في حال عجز الحكومة السورية عن الوفاء بديونها لطهران. من ناحية أخرى، أبلغ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية التي دعا إليها اعتبارا من الأسبوع المقبل مع أطراف النزاع السوري. وجاء في بيان رسمي للائتلاف أن رئيسه خالد خوجة أبلغ دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية القادمة في جنيف والتي سيجريها فريق أممي بشكل منفصل مع أطياف المعارضة السورية أوائل ماي القادم.