تابعت قنوات الصرف الفضائي المصري وهي تتناول حرب أكتوبر، واستمتعت بشهادة العجوز ''جيهان'' وهي تؤله بعلها المغتال (السادات) لتجعل منه بطلا، بدلا من بصل، جنت رائحة ''كامب ديفيديه'' على قدس العرب· رأيت كل ذلك ''مرعى'' العين، وبحثت عن دماء العرب في ملحمة لم يتعد دور مصر فيها دور من أجر أرضا للآخرين وحينما كادوا يقطفون ثمارها سطا المؤجر على المحصول وباعه لمنافسين مقابل صفقات تجارية، كان شهبندر تجارها الأول والأخير سادات أُريد له أن يكون بطلا رغم أنف العرب، ورغم أنف بطل العبور الفريق سعد الدين الشاذلي الذي دفع ثمن بطولاته في ''بارليف''·· الأب الشرعي لحرب أكتوبر سعد الدين الشاذلي همشته مصر التي ''تعوى'' هذه الأيام، وقنوات ''الريس'' المتخصصة في تزييف وتأليف ''الخوارق'' إذا ما كان بطل الفيلم من آل مبارك أو مقرب منهم، تجاهلت في احتفائها بالذكرى البطل الحقيقي للنصر لتنزع عنه نيشانه، وتستنطق عجوزا كان جزءا من ''كامب ديفيد''، لتسألها عن معركة باعها زوجها أمام الملأ ورغم ذلك لايزال إخواننا في مصر يصفقون له ويصنعون منه ''بطلا'' قوميا، لا فرق بينه وبين سيف الله المسلول··مصر التي تصادر الشمس، وتصادر معها أن الحرب كانت حربا عربية، قادها ببسالة مواطن مصري منبوذ هذه الأيام يدعى الفريق سعد الدين الشاذلي، لا فائدة ترجى منها ولا لها· وأكبر غلطة وقعت فيها القوافل العربية المتجهة إلى غزة التي تدعو إلى فتح المعابر، أنها أرادت أن تعطي شرفا لدولة لم يبق في رصيدها من شرف وموقف، فالأمة التي تزوّر التاريخ وتأكل لحم صانعيه، وهم أحياء يرزقون، أمة بلا تاريخ ولا جغرافيا