حركت عصابات تهريب الهواتف المحمولة باهظة الثمن المستوردة من أوروبا، أمن مطارات الجزائر وعناصر الاستعلامات العامة ومصالح الجمارك، بعد أن ظهر مهربون جدد لا يحملون العملة الصعبة في حقائبهم ولا المخدرات أو الكوكايين، بل اقتصر تهريبهم على مئات الهواتف الخلوية من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا نحو الجزائر. وضبطت المصالح الأمنية المشتركة بالمطار الدولي أبو بكر بلقايد بالشلف، مساء أول أمس، مهربا قادما من باريس العاصمة الفرنسية، بحوزته أزيد من 550 هاتفا محمولا من الصنف الرفيع، كان يسعى إلى بيعها في السوق السوداء، قبل أن ترصده عناصر الاستعلامات العامة بالتنسيق مع مفتشية جمارك ذات المطار الدولي وتعتقله متلبسا بالتهريب. وقال المصدر نفسه إن المتهم المغترب القادم عبر رحلة باريسالشلف على متن طائرة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، استورد البضاعة الهائلة دون قيامه بالتصريح الجمركي بها وبينت التحريات أن الموقوف دأب على مدى سنة كاملة على هذا النشاط غير القانوني وإتجاره في الهواتف المحمولة المشكوك في مصدرها، بما أنها غالية الثمن، ولفتت المعطيات إلى أنه تم حجز البضاعة الهائلة وتقديمها لمصالح الجمارك داخل مكتب خاص بالأنشطة غير القانونية وتم اتخاذ تدابير قانونية في حق المتهم المهرب وتنفيذ غرامة في حقه قدرها 00000 9 دج وفقا للمادة 325 من قانون الجمارك. وكانت مذكرات بحث صدرت في حق عدد من المشتبه بهم، تمكنوا من تهريب هواتف محمولة عبر بوابات مطارات الجزائر، لقيامهم بتهريب المئات من الأجهزة الخلوية من الخليج وأوروبا إلى الجزائر دون التصريح بها. في هذا السياق، ذكر مصدر أمني أن مصالح الاستعلامات العامة زودت مصالح أمن المطارات ومفتشيات الجمارك بقائمة أسماء مهربين نجحوا في اختراق أمن مطارات هواري بومدين، الشلف والسانية بوهران وهربوا هواتف محمولة متطورة، حيث اعتاد بعضهم شراء "حقائب هامة" من الهواتف المحمولة بأسعار معقولة من دبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ليتم بيعها إلى تجار السوق السوداء بضعف ثمنها. يشار إلى أن المصالح الأمنية بمطارات الجزائر توصلت قبل 3 أشهر من السنة الجارية بتعليمات أمنية، لتشديد عمليات المراقبة على المسافرين المشتبه بهم وضرورة التفتيش المحكم لجميع الحقائب المشكوك في أمرها، بعد أن تكاثرت عدد قضايا تهريب الهواتف الخلوية والعملة الصعبة داخل حقائب الأغراض الشخصية. كما تلقت مصلحة الأبحاث الجمركية التابعة لمطار الجزائر الدولي بتاريخ 22 أفريل الماضي بتعليمات لتعميق البحث مع مهربي الأموال، ومعرفة مصدرها، وشددت التعليمات على ضرورة إخضاع جميع المسافرين الأسيويين الوافدين على المطار الدولي للتفتيش.